بحجة استقدام جهاز لكشف المتفجرات.. النظام يخنق جرمانا ويعزلها عن دمشق

تحولت مدينة جرمانا إلى شبه جزيرة معزولة عن دمشق بعد ان أغلق النظام كل المنافذ المؤدية إليها باستثناء منفذ واحد وهو المدخل الرئيسي للمدينة ، فبات الدخول والخروج منها عبئاً ثقيلاً يقع على كاهل مواطنيها يتطلب منهم يومياً الوقوف مايزيد عن الأربع ساعات أمام الحاجز الأمني في ذلك المنفذ اليتيم، وجاء هذا الحصار الخانق الذي فرضه النظام على المدينة بحجة حماية أرواح المدنيين بعد التفجيرات التي طالتها حيث استقدم مؤخراً جهازاً واحداً لكشف السيارات المفخخة والمتفجرات التي قد تدخل إلى المدينة والتي يفوق عدد سكانها عن 500 ألف نسمة ، هذا بالإضافة إلى 200 ألف نازح لجؤوا إليها هرباً من قصف النظام على مناطقهم. وبالتالي فإن جرمانا تستقطب يومياً عدداً هائلاً من السيارات الخاصة و سيارات الاجرة والسرافيس بالإضافة إلى شاحنات نقل البضائع تم حصر دخولها جميعاً دون تنظيم في مدخل واحد حدده عناصر الأمن بحواجز اسمنتية ضيقة كي تمر أمام جهاز كشف المتفجرات الذي وصفه السكان بالبدائي.

المشهد عند مدخل جرمانا مخيف جداً والازدحام يبدأ ذروته بعد جسر مخيم جرمانا مباشرة واحياناً قبله ، بينما الهدف بالنسبة للمواطن الذي يقود سيارته بغضب، واضح ومحدد وهو الوصول إلى عنصر الأمن الذي يحمل جهاز كشف المفتجرات كالحامل شعلة النصر، فيمر أمام السيارات مشرعاً هذا السلك المعدني وكأنه حامي الحمى، في حين أن بقية عناصر الأمن على الحاجز لاعمل لهم سوى التشفي بالمواطنين الحانقين، وبعض المحاولات الفاشلة في تنظيم السير الذي يتحول إلى مهمة مستحيلة أمام الحاجز على اعتبار ان السيارات تبدأ بالتتدافع علها تتقدم خطوة للأمام، في حين أن حالات الغضب التي يحملها السائقين خاصة في أوقات الذروة فإنها تبقى مكبوتة في صدورهم وتتبلور بي الحين والآخر في زمور يطلق من هنا أو هناك إلا أنه يبقى خجولاً خائفاً من أي ردة فعل غير متوقعة من أمن الحاجز خاصة أن طلقتهم جاهزة في بيت النار. 

وبالتالي فإن حالة التوتر والنقمة بادية على سكان المدينة فبات معظمهم يفضل عدم الخروج منها أو عدم دخولها أصلاً، والوقوف 4 ساعات وأحياناً أكثر أمام الحاجز الأمني بات عقوبة يومية بالنسبة للموظفين خاصة الذين لايصلون بيوتهم إلا بشق الأنفس، حيث بيّنت ساندرا وهي إحدى القاطنات في جرمانا بأن هناك حالة من الذل يعيشها المواطن يومياً أمام ذلك الحاجزالمشؤوم ، فهو يموت ألف مرة ريثما يصل إلى الجهاز لكي يتم فحص سيارته، وتابعت ساندرا أن إغلاق كل منافذ هذه المدينة المزدحمة بالسكان هو أمر غير مقبول أراد به النظام خنق جرمانا وعزلها.

ووجد فريد انه لو أراد النظام راحة المواطنين وحمايتهم لكان استقدم مجموعة أجهزة ووضعها على كل منافذ المدينة إلا انه لايريد سوى إذلال المواطنين وتضييق الخناق عليهم فإن الحلول التي يفرضها دائماً تأتي موجعة أكثر من المشاكل.
اما بالنسبة للسرافيس وسيارات الأجرة فإنها امتتنعت عن الدخول إلى جرمانا وعلى المواطن تدبر أمره، وبالتالي فإن آخر محطة للسرفيس باتت تنتهي قبل الحاجز حيث على المواطن الذهاب إلى منزله سيراً على الأقدام، وهو ماوجده البعض حلاً لابأس به للوصول إلى المنزل ، وهو ما اكده بسام الذي رأى بأن إكمال الطريق سيراً على الأقدام يعتبر اليوم سرعة قياسية، وبالتالي فإن مشهد أرتال المواطنين المترجلين من سيارت الأجرة أو حتى من سياراتهم الخاصة بات اعتيادياً ومفروض عليهم حيث لم يترك لهم إجراء النظام الأخير من خيارات ، في وقت يتجاهل فيه أمن الحاجز هذه الأزمة المفتعلة ويعملون يوماً بعد يوم على تضييق الممارات أمام الناس حتى الإنسانية منها فما يزالون يضيقون الطريق بوضع حواجز اسمنتيه جديدة لدرجة بات من الاستحالة فيها دخول أو خروج أيه حالة اسعافية طارئة من المدينة حيث لم يترك لذلك أية ممر في عشوائية باتت الغالبية العظمى من سكان المدينة مقتنعين بانها مقصودة.

ترك تعليق

التعليق