السوريون سيكتوون ببرد الشتاء ..توقعات بوصول سعر ليتر المازوت إلى 160 ليرة

 مايزال المواطن السوري يقف حائراً أمام مصير مخصصاته من المازوت لهذا الشتاء، فبعد أن لوحت حكومة النظام منذ أشهر أن هناك كميات وافية من المادة وأنها ستقوم بتوزيع 400 ليتر لكل عائلة وفق التسعيرة الرسمية والبالغة 60 ليرة، تجاهل مسؤولي حكومة النظام تصريحاتهم السابقة لتبقى آليات التوزيع مجهولة إلى اليوم وهو ماينبئ بشتاء قاس على السوريين لن تكون فيه طوابير المازوت أقل من سابقه. 
ولعل المواطن السوري لايتأمل اليوم أيه إجراءات جديدة يمكن أن تصدر من نظام يتعمد إذلاله حيث لم تساهم أية إجراءات أصدرها سابقاً في نيل أي حق من حقوقه بل على العكس كان يترك دائماً في مواجهة الشبيحة واللجان الشعبية الذي يتاجرون بأوجاعه وحاجاته فيبيعون مخصصاته من المازوت والغاز وحتى الخبز بأسعار خيالية وبمباركة النظام وأزلامه و"على عينك ياتاجر".

وفي وقت تبدأ بعض العائلات الميسورة بتحصيل ما يمكن تحصيله من ليترات بسعر يصل اليوم إلى 90 ليرة في السوق السوداء، فإن هنالك عائلات لن تتكلف عناء البحث أو حتى التفاوض على التسعيرة مع تجار السوق السوداء على اعتبار أن المازوت بات مادة بعيدة المنال عن طموحاتها بعد أن رفع النظام سعرها فوصل إلى 60 ليرة لليتر الواحد فإن 200 ليتر فقط سيكلف المواطن 12000 ليرة في وقت يتدبر السوري أموره ويعمل على تقنين مصروفه كي يستطيع إطعام أطفاله وسد رمقهم حيث إن موجة الغلاء تقضي على مدخوله، في حال كان لايزال يعمل.

أما بالنسبة لآليات النظام حول تأمين المادة فيمكن الحديث عنها بلاحرج، حيث إن مصارد النظام تكشف دائماً عن وجود خطط وآليات ولجان وضعت في خدمة حاجات المواطن. ولكن تبقى هذا الخطط والآليات مجهولة حتى بالنسبة للقيّمين عليها، حيث يأتي الشتاء ويذهب، وكأن شيئاً لم يقل، أما بالنسبة للكميات المتوفرة لهذا العام يكتفي المسؤولون بالقول إنها وفيرة دون التصريح بأرقام رسمية، وفي هذا السياق أشار خبير معارض رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية بأن شتاء هذا العام ربما سيكون أقسى من سابقه حيث إن حكومة النظام دائماً تتقصد التسويف والتأجيل على اعتبار أن المادة حتى ولوكانت متوفرة كما يقال فإن نقلها بين المحافظات بات يشكل عبئاً كبيراً على النظام في ظل عزوف عدد كبير من سائقي صهاريج النقل عن القيام بهذه المهمة الصعبة.
ولعل الخبير لم يخف أن النظام سيعمل على تقنين توزيع المادة لهذا الشتاء بالنسبة للمدنيين في حين أن مخصصات آلته العسكرية وأسر شبيحته ستكون مؤمنة كما العام الماضي، وهنا استذكر الخبير بأن حكومة النظام كانت قد صرحت الشتاء الفائت بأنها ستوزع 400 ليتر لكل أسرة على دفعتين في حين أنها وزعت فقط 200 ليتر ولأسر محدودة، في حين تجاهلت الـ200 الأخرى، وتوقع الخبير أن يصل سعر ليتر المازوت لهذا العام في السوق السوداء إلى 160 ليرة، وهو ماسيكون بعيد المنال بالنسبة لعدد كبير من الأسر السورية وخاصة النازحة منها.

ترك تعليق

التعليق