في ظل تخبط حكومة النظام بتلافي المشكلة.. حليب الأطفال بين النقص الحاد وارتفاع أسعاره 100%

تعاني صيدليات دمشق من نقص حاد في حليب الأطفال وخاصة حليب النمو الخاص بالفئة الثالثة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والثلاث سنوات أما بالنسبة للأنواع الخاصة بالرضع فإن ارتفاعاً كبيراً طرأ على أسعارها.
حيث رفعت حكومة النظام السوري مؤخراً تسعيرة حليب (نان 1 ونان 2) ذي المصدر الإيراني والأكثر رواجاً في دمشق ليصل سعره إلى مايزيد عن 1130 ليرة بعد أن كان سعره منذ أشهر قليلة يترواح بين الـ 425 ليرة والـ 500 ليرة. أما نان 3 فإنه لم يعد متوفراً في الأسواق ويتحدث الصيادلة عن صعوبة استيراده، في حين أن (النيدو بلاس) وهو أحد بدائله فإن سعره وصل إلى 1700 ليرة، وذلك إن وجد.
 
وفي هذا الإطار لم تخف الصيدلانية سمر أنه بعد الارتفاع الكبير في أسعار حليب الأطفال فإن نسبة كبيرة من العائلات باتت تتحول إلى الحليب البقري على الرغم من خطورته على صحة الرضع وحديثي الولادة إلا أن رفع سعر علبة الحليب التي لاتتجاوز 400 غرام أكثر من 100% عن سعرها فهو أمر غير مقبول في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها العائلة السورية اليوم، وتساءلت الصيدلانية هنا عن مصير الاتفاقيات المشتركة بين حكومة النظام وإيرن، والتي تتضمن تأمين المستلزمات الدوائية والطبية بالإضافة إلى حليب الأطفال، ولم تنسَ الصيدلانية أن تؤكد بأن (نان 3) بات مفقود تماماً في الأسواق في حين أن بدائله قليلة جداً وغير متوفرة أيضاً كـ(النيدو وبروغرس وكيكوز) على اعتبار أن النظام كان قد أغرق السوق بنوع (نان).

في حين وصف الصيدلاني توفيق مشكلة شح حليب الأطفال بالخطيرة وتحدث عن مشكلات في استجراره إلى سوريا، على اعتبار أن تكلفة الاستيراد باتت مكلفة جداً حتى من حلفاء النظام وذلك مع انهيار يومي تعيشه الليرة السورية، وبالتالي لم يخفِ أن معظم الصيادلة باتوا يخافون من شرائه خوفاً من كساده حيث إن البعض بات يشتري كميات محدودة جداً وهو ما يفسر أيضاً نقصه في الأيام الماضية.

أما التخبط بموضوع ضبط أسعار الحليب الأطفال أو تلافي نقصه فمايزال يلف حكومة النظام ومعنييه حيث إن كل جهة تلقي المسؤولية على الأخرى دون تحديد الأسباب المباشرة أو طرح الحلول، في حين أن حالة من الغضب تعيشها الأسر السورية المستاءة من حالة تركهم فريسة سهلة لتجار الأزمات الذين يتاجرون هذه المرة بغذاء أطفالهم.
أما بالنسبة للتسعيرة الرسمية التي أصدرتها حكومة النظام بالنسبة لبعض أنواع الحليب فحددت سعر حليب بيوميل بين 575-840 ليرة، أما حليب كيكوز فيصل إلى1000ليرة. وتكون بذلك حكومة النظام وفق هذه التسعيرة قدر رفعت أسعار حليب الأطفال بنسبة تصل إلى 100% إلا أن هذه التسعيرة لاتعتبر نهائية حيث يضيف عليها بعض الصيادلة أو الموزعين هامش ربح خاص بهم يترواح بين 100 إلى 200 ليرة دون أي رقابة تذكر.

ترك تعليق

التعليق