الدمشقيون يعيشون الرعب على وقع أخبار الضربة العسكرية القادمة

ترى الطبيبة الدمشقية سمر أن بقاء مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية داخل سوريا هو الأمر الوحيد الذي سيجنب السوريين ضربة عسكرية غربية يبدو الإعداد لها جاريا على قدم وساق.
وتقول سمر (60 عاما) لوكالة فرانس برس "أرغب في التمسك بالمفتشين لمنعهم من مغادرة سوريا. أنا خائفة، لا اريد للضربة أن تحصل".

وبحسب الأمم المتحدة، من المقرر أن يغادر المفتشون دمشق اليوم السبت، بعدما قاموا خلال الأيام الماضية بالتحقيق في هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية حصل في 21 آب/أغسطس قرب دمشق، وتتهم المعارضة ودول غربية نظام بشار الأسد بالمسؤولية عنه.
وفي الأيام الاخيرة، رفعت دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من وتيرة تحذيراتها للنظام واستعداداتها اللوجستية لضربة عسكرية محتملة، ردا على تجاوزه "الخط الأحمر" في الهجوم الذي تقول المعارضة إنه أودى بالمئات.

ودفعت هذه التحذيرات العديد من السوريين إلى مغادرة منازلهم لا سيما أولئك القاطنين قرب مراكز عسكرية وأمنية يرجح أن تكون هدفا للضربة، علما أن القوات النظامية عمدت إلى تبديل مواقعها في الأيام الماضية تحسبا لهجمات محتملة.
وتعتزم جوزفين، وهي ربة منزل تبلغ من العمر خمسين عاما وتقيم في حي أبو رمانة وسط دمشق، الانتقال إلى بيروت بدءا من الأحد، وتمضية قرابة عشرة أيام في العاصمة اللبنانية.

وتقول لفرانس برس "من المرعب البقاء في دمشق وانتظار الضربات التي لا نعرف أين ستسقط".

وتقول عليا علي (28 عاما)، المدرسة الجامعية في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب)، إنها "المرة الأولى، لم تخذل المؤسسة التشريعية البريطانية قرار رئيس الوزراء في شن الحروب".
وتضيف "لكن كما جرت العادة لا نثق بنوايا الدول الامبريالية الاستعمارية، وكل الاحتمالات مفتوحة سواء شاركت بريطانيا أم لم تشارك بشكل مباشر، فهي تعد من أكبر الداعمين ماليا وعسكريا وإعلاميا للإرهابيين في سوريا، وقرار عدم المشاركة لا يعني انتهاء دور بريطانيا في الحرب".

ويعتمد النظام عبارة "إرهابيين" للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يتهمهم بالحصول على دعم مالي ولوجستي من دول إقليمية وغربية.

إلا أن هبة، طالبة الحقوق البالغة من العمر 23 عاما، تبدو أكثر اطمئنانا. وتقول لفرانس برس وهي تنفث دخان نرجيلتها في أحد مقاهي حي المزة في غرب دمشق "البرلمان البريطاني خطا الخطوة الأولى لتشجيع مجلس الشيوخ الأميركي والبرلمان الفرنسي اللذين سيتبعانه في رفض الحرب على سوريا".

وتضيف "أنا مطمئنة جدا، فحكومة تخوض حربا منذ أكثر من عامين ونصف العام لن تتأثر بضربات بعيدة على مدى يومين".
وترجح التقارير الصحافية والتصريحات الغربية أن تعتمد الضربة في حال حصولها، على إطلاق صواريخ بعيدة المدى من خمس مدمرات أميركية موجودة في البحر المتوسط.
ودفع تصاعد الحديث عن احتمالات الضربة بالسوريين إلى ما يشبه الالتصاق الدائم ليل نهار بشاشات التلفزيون والكومبيوتر، لمتابعة الأخبار المتلاحقة والمتغيرة.
وتقول حسناء الحسن (32 عاما) "بدأت بمتابعة القنوات الإخبارية المعادية لسوريا مع تصاعد حدة التصريحات المهددة، مستذكرة حرب العراق (2003) وما سبقها ولحقها من تصعيد إعلامي".
ويستقوي السوريون كذلك بما يسمعونه عن عدم رضى بين الرأي العام الغربي تجاه مواقف حكوماته.
ويقول مجد (55 عاما)، وهو رجل أعمال سوري يزور دمشق لأيام بعدما بات يمضي غالبية وقته خارجها، إن "الرأي العام الدولي يعارض الضربة ضد سوريا. المملكة المتحدة لن تشارك، وفي كل الدول الغربية وحتى منها الولايات المتحدة، الرأي العام يعارض. لا أعتقد أنه ستحصل ضربة ضد سوريا".

ترك تعليق

التعليق