استغاثة المرضى ترتفع وحكومة النظام تصم آذانها ..الدواء يرتفع خمسة أضعاف وفقدان أصناف مهمة من الصيدليات

مع تسارع وتيرة الأحداث في سوريا وخوف المواطنين من ضربة عسكرية باتت وشيكة بدأت العائلات الدمشقية في سعيها لتخزين أنواع من الأدوية كالمسكنات والفيتامينات أو تلك الخاصة بأمراض معينة اعتاد البعض على تناولها، إلا أن مشكلة توافر الأدوية وارتفاع أسعارها باتت حملاً ثقيلاً آخر يقع على كاهل تلك الأسر، فإذا كان التقنين بشراء المواد الغذائية حلا يمكن تطبيقه في حالة الحرب التي يعيشها السوريون منذ قرابة السنتين إلا أن شراء الدواء مهما ارتفع ثمنه وتناوله بانتظام هو أمر لامفر منه بالنسبة للمرضى.

ولعل المشكلة الأكبر هي عدم توافر بعض أنواع من الأدوية تتعلق ببعض الأمراض المزمنة كأدوية الضغط والغدة الدرقية والسكري من الصيدليات منذ أشهر أمام أعين النظام وحكومته التي تتفرج على معاناة مواطنيها في رحلتهم للبحث عن دواء يبقيهم على قيد الحياة، حيث بيّن أحد الصيادلة أن هناك العديد من الأصناف الدوائية المفقودة منها مايتم استيراده، إلا أن أسعاره ارتفعت خمسة أضعاف بينما هناك أنواع مفقودة تماماً من الأسواق ولم يتجرأ أحد على استيرادها إلى الآن على اعتبار أن استيراد تلك الأنواع يجدها البعض مخاطرة لايريد الكثير من التجار خوضها.

في حين أن الأنواع التي كان قد اعتاد المواطنون على شرائها بأسعار زهيدة كالسيتامول مثلاً وعلى الرغم من أنها ماتزال تصنع في سوريا ارتفع سعرها ليصل سعر الظرف على سبيل المثال إلى 75 ليرة في حين لم يكن ليتجاوز 10 ليرات.
وبينت مايا وهي قاطنة في دمشق وتعاني من مرض الربو، أنها غالباً ما تجول على معظم صيدليات دمشق لتجد بخاخ الربو الذي يقيها من ضيق التنفس الذي تتعرض بشكل دائم، مبينة بالنسبة لأسعاره أنها ترتفع بين يوم وآخر على اعتبار أن استيراده كما يبين لها الصيادلة بات صعباً فضلاً عن ارتفاع سعر الدولار.
ويشارك معاناة مايا الكثير من مرضى القلب الذين يعانون الأمرّين للحصول على أدويتهم التي اعتادوا عليها كـ "نيتروغليسرين" للذبحات القلبية و "دافلون" لاضطرابات الأوردة، بالإضافة الى اللصقات الموضعية القلبية.

ولعل فرق السعر بين صيدلية وأخرى باتت حالة طبيعية لم يعد المواطن السوري يتفاجأ بها فالرقابة معدومة والفلتان هو الحالة السائدة في الأسواق سواء الغذائية أو الطبية، إلا أن مايقلقه اليوم هو غياب تلك الأصناف الأدوية دون اعتراف حكومة النظام بذلك، وفي هذا السياق تحدث صيدلاني آخر أنه لاتوجد إحصائية حول الأصناف الدوائية المفقودة في الأسواق إلا أنها كثيرة حتى أن بعض البدائل التي تطرح عن أدوية كانت تصنع محلياً أو تستورد من دول تمت مقاطعتها لا تحقق نفس النتيجة، مشيراً إلى أن الوضع الصحي تدهو كثيراً نتيجة إغلاق الكثير من معامل الأدوية في حلب وريف دمشق إلا أن مايزيد الوضع سوءاً اليوم هو صعوبة الاستيراد وارتفاع سعر الدولار الذي أدى إلى ارتفاع كبير جداً في أسعار كل مايتم استيراده خاصة الأدوية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت إلى أن الأحداث في سوريا تسببت بإغلاق عدد كبير من مصانع الأدوية وإلى أضرار جسيمة أصابت المصانع في حلب وحمص وريف دمشق، والتي تشكل نحو 90% من مصانع الأدوية في البلاد، ما أدى إلى حدوث نقص في أدوية الأمراض المزمنة، وأن هناك حاجة ملحة لأدوية السل والتهاب الكبد، وارتفاع ضغط الدم والسكري، والسرطان.

ترك تعليق

التعليق