مستلزمات المدارس تكسر ظهر السوريين قبل الضربات ..وتفاقم معاناة اللاجئين

"كسرت ظهرنا قبل أية ضربات متوقعة وهو ما يتجاهله الداعمون فأسعار مستلزمات المدارس تضاعفت في الداخل السوري مرات عديدة وقليل من الجهات الداعمة انتبهت وحضرت لهذا الموسم"يقول أحمد (أب لخمسة أولاد أربعة منهم في المدارس).
وغير بعيد عن الداخل السوري المثقل بهموم ضربات جوية تطل شاشاتها كل ساعة بجديد يثقل كاهل أشقائهم في اللجوء أسعار مستلزمات مدرسية طالها الارتفاع وبدت عسيرة على الأهالي في أحيان كثيرة مع تراخ ملحوظ وملل الجهات الداعمة وتأخر استجابتها في تلبية ما باتت تعتبره "ترف اللجوء"وهو ما زاد في عسرتهم.

وبحسب نشطاء الداخل السوري فإن الأسعار المعروضة على الأهل لشراء المستلزمات تتجاوز 50 ألف ليرة وبدت مفاعيل قرارات وزارة التربية بعدم التشدد باللباس المدرسي حبرا على ورق في ظل تسونامي الأسعار وغياب الدخل إضافة لخروج عشرات المصانع العاملة في هذا المجال.

وتشير بعض الصفحات الاجتماعية المهتمة بهذا الجانب إلى أن أسعار القرطاسية تضاعف خمس مرات عن العام الفائت فسعر الصدرية بين 900-1500 ليرة والبدلة للمرحلتين الإعدادية والثانوية بين 6500-7500 ليرة وسعر قلم الناشف العادي 50 ليرة وقلم الرصاص العادي بـ35 ليرة وقلم الرصاص الكبس بـ175 ليرة بينما بلغ سعر الدفتر العادي المؤلف من 70 صفحة 100 ليرة والدفتر السلك (70 صفحة) بين 150-175 ليرة ودفتر سلك (80 صفحة) بين 200-225 ليرة.

في حين سجلت أسعار الأحذية البناتية والصبيانية من قياس كبير بين 1800-4500 ليرة والأحذية الولادية بين 900-2000 ليرة بينما بلغ سعر الشنطة المدرسية الكبيرة بين 1500-2200 ليرة والقياس الصغير بين 850-1200 ليرة.

وفيما ترحب مواقع إعلامية مقربة من النظام بدور قادم لوزارة التموين والمؤسسات العامة لتهدئة بعض الأسعار، فإن مناطق القصف والمحررة وقعت في مناخ مختلف فلا هي شملتها الرقابة المزعومة ولا شملها الدعم الذي يُثار عنه الحديث كثيرا.
 
وتشير عائشة (أم لأربعة أطفال) إلى استغرابها من الجهات الداعمة، فموسمها المطلوب يتأخر غالبا وتحضر عندما ترغب لا عندما نطلب ونعلن رافعين الصوت عن احتياجاتنا اليومية مسجلة أسألتها حول سر الغياب وإذا كان المقصود منه إبقاء جيل كامل بلا تعليم".
وفي أقصى جنوب شرق درعا هبت بعض اللجان الإغاثية للدفع بإعادة تأهيل مرافق التعليم مما أصابها جرّاء القصف اليومي.

يقول صلاح من بلدة معربة " نعمل على تأهيل المدارس ونحاول تأمين المدرسين والمستلزمات بما أمكن، نعرف أن حالة الناس صعبة ولكن أيضا جزء من الحقيقة المرة أننا لا يمكن أن نؤمن كافة الاحتياجات هذه تحتاج دول وليس متبرعين".
وفي مفارقة لأول مرة في اللجوء قد يكون وضع الطلبة في المخيمات أفضل ممن غادرها حيث تولت منظمات دولية وأهلية تقديم المستلزمات وتهيئة أجواء بدء العام الدراسي. وتلفت مريم (مدرّسة سوريّة) في مخيم الزعتري إلى أن جمعيات عديدة قدمت إلى المخيم وبدأنا ننطلق بالعام الدراسي، إضافة إلى زيارات لم تنتج متطلباتنا لبعض القوى السياسية المسؤولة عن ملف التعليم، لكن عموما الوضع مقبول رغم صعوبة الظروف هنا لافتة إلى أن المدارس عبارة عن كرفانات كبيرة وسط صحراء الزعتري ولهيبه".

وفي أسواق عمان لحظ السوريون ارتفاعات في أسعار المستلزمات المدرسية لا طائل لهم بها وعلى الرغم من توجه غالبيتهم نحو البسطات بأسعارها المنخفضة مقارنة مع الأسواق إلا أنها بقيت غالية بمعاييرهم، وطالب العديد منهم أن تتولى المفوضية تقديم "كوبونات" مدرسية تتيح لهم توفير المستلزمات لأبنائهم الطلبة في ظل شح الموارد وغياب الداعمين.

وقرر البعض منهم التوجه لمحلات تصليح الحقائب والأحذية باعتبارها خيارا لا ثان له يوفر ويناسب وضعهم المعيشي. إذ تترواح أسعار الحقائب المدرسية في أسواق عمان مابين 15 دينارا إلى 20دينارا للحقيبة بينما تتراوح أسعار الحقائب المدرسية للطالب في المرحلة الابتدائية من 8 دنانير إلى 12 دينارا فيما يتبعها أسعار المستلزمات الأخرى والتي تبدأ بمجموعة القرطاسية ولا تنتهي باللباس والأحذية وكثير من المتفرقات.

ترك تعليق

التعليق