حكاية البطون الجائعة في الغوطة الغربية.. "الجوع ولا الركوع"

تتعرض الغوطة الغربية، لحصارٍ خانق، حيث تنال حصتها من الشعار الذي أراد فرضه النظام على المناطق الثائرة وهو "الجوع أو الركوع"، ليكون رد الثوار حاسماً بأن "الجوع ولا الركوع".

منذ ساعات الصباح الأولى تبدأ مدفعية النظام قصفها على كل من "داريا والمعضمية"، مصوبةً نيرانها من جبال الفرقة الرابعة، والثكنات الموزعة حولها، ما يزيد من دمار "داريا والمعضمية" اللتين حسمتا أمرهما بالصمود، رغم كل الفتك الذي تمارسه الآلة العسكرية، كما يخبرنا "أبو عبدو" أحد الناشطين في المنطقة، حيث فشلت محاولات قوات النظام باقتحام "داريا والمعضمية" في أكثر من مرة، ولعل هذا ما زاد من حقد النظام ومضاعفة الحصار المستمر منذ ما يزيد عن عشرة أشهر، حيث لا طعام يصل إلى بيوت المدنيين، بعد أن نفذت خزائنهم من المؤن.

وتدفع كلا المدينتين ثمن صمودها، فحتى الماء الصالحة للشرب غير متوفرة، إلى جانب انقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت بطبيعة الحال.

ورغم ارتفاع نداءات الاستغائة لإنقاذ من بقي على قيد الحياة سواء في الغوطة الغربية أو الشرقية، وأيضاً جنوب دمشق لا سيما مخيم اليرموك، إلا أن أحداً لا يستجيب لنداءات "أم وليد" السيدة التي استشهد زوجها وانضم أبناؤها الثلاثة للجيش الحر، والتي تقول: لا يوجد لدينا ما نأكله، كنا نعتمد على ما تؤمنه لنا كتائب الجيش الحر، لكننا اليوم ومنذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر نأكل مما نخزنه، واليوم لم يعد لدينا شيء، النظام وقواته يستمرون في قصفنا يومياً وأولادي على الجبهة، ولا طعام أو شراب في منزلي لأطعم من بقي على قيد الحياة من أحفادي.

ويعتمد الباقون في الغوطة الغربية، على منتجات الأرض، كما يفعل أبناء الغوطة الشرقية، لكتها لا تكفي لإشباع البطون الجائعة، ورغم ذلك يرفض أبناء الغوطة الخضوع للطاغية، كما تقول أم وليد.

وعجز الناشطون حتى اليوم عن إدخال الطعام للغوطة الغربية، حيث نفذوا العديد من الحملات التي سعت إلى جمع الأموال لإدخال الطعام والشراب بشكل خاص إلى المعضمية وداريا، حيث تقول "سناء" إحدى الناشطات: ندرك تماماً أن النظام لن يسمح للمنظمات الإنسانية بمساعدة المناطق الثائرة، ولن يفك الحصار عنها، وهو حال كل المدن في سوريا اليوم الخارجة عن سيطرته، وهذا ما دفعنا إلى تنفيذ حملة هدفها جمع الأموال اللازمة لتأمين المواد الضرورية للمدينتين، لكننا وقفنا عاجزين أمام آلية دخول هذه المواد، فالحصار خانق ولم نستطع إيجاد طريقة تؤمن كامل الحاجة من المواد الغذائية والطبية على الأقل.

ترك تعليق

التعليق