بعد العراق وأفغانستان.. عين واشنطن "حمراء" على الآثار والكنوز السورية

قالت واشنطن إن إطلاق ما يسمى "القائمة الحمراء"، إنما يهدف للحفاظ على التراث السوري الفريد، وتتبع محاولات تهريبه والمتاجرة به.

آن رتشارد مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون السكان و الهجرة واللاجئين، اعتبرت إطلاق القائمة الحمراء "خطوة مهمة في مساعدة السوريين للحفاظ على هذا التراث الثقافي الفريد و الذي لا يقدر بثمن".
وتابعت: نحن نراقب الوضع هناك عن كثب، ونحن متصلون دوليا مع أجهزة الشرطة، وموظفي الجمارك، ووزارات الثقافة، وغيرها من الكيانات ذات الصلة في البلدان التي يمكن أن تمر القطع الأثرية السورية عبرها، والبلدان التي يمكن أن تكون أسواقا لبيع مثل تلك القطع"

وجاء كلام ريتشارد على هامش مؤتمر إطلاق المجلس الدولي للمتاحف قائمة الطوارئ الحمراء للمتلكات الثقافية السورية المعرضة للخطر.

وكان لافتا في كلام ممثلة الولايات المتحدة في المؤتمر "تغزلها" بتراث سوريا، قائلة إن سوريا "موطن لبعض أغنى الكنوز في العالم القديم: أثار المدن الكبيرة في العصرين الحديدي و البرونزي؛ الحواضر اليونانية والرومانية الواسعة ؛ المدن البيزنطية الريفية المحفوظة جيدا، وبعض من أروع القلاع في العالم والتي تعود للقرون الوسطى، وروائع الفن والعمارة الاسلامية".

وأوضحت ريتشارد أنه "في الربيع الماضي، أظهرت صور الأقمار الصناعية لمدينة أفاميا الرومانية في غرب سوريا قيام مجموعة من اللصوص بلا رحمة و بشكل منهجي بنهب شارع ألأعمدة الذي تم بناؤه من قبل الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس. ويقدر محللو وزارة الخارجية ان المساحة التي تضررت بين يوليو 2011 وديسمبر 2012، أكبر من مساحة 220 ملعب كرة قدم".

كما أشارت إلى تدمير مئذنة المسجد الأموي في حلب، والتي يعود تاريخها إلى 1090 م، لافتة أن إطلاق قائمة حمراء للآثار السورية، جعل سوريا تنضم إلى قوائم أخرى سبقتها في كل من العراق، مصر، وأفغانستان.

والمثير للانتباه أن يأتي كل هذا الكلام عن ضرورة حفظ التراث السوري الأثري، من ممثلة دولة اتهمت بأنها أشرعت الأبواب لأكبر عملية نهب وتدمير ثقافي خلال العصر الحديث، عندما لم تقم بمسؤولياتها كسلطة احتلال في حماية متاحف العراق وتركتها نهبا للصوص والعصابات، حتى تفرقت آثار العراق التي لا تقدر بثمن بين البلدان وتاهت في دهاليز تجاة الآثار، وفقد العراق على إثرها مجموعات غنية ولا تعوض من آثاره.

ترك تعليق

التعليق