شتاء قاسٍ لم يأتِ مثيله منذ 100 عام..السوريون يلهثون وراء قطرات المازوت والليتر يصل إلى 100 ليرة

بدأ السوريون رحلتهم في البحث عن مادة المازوت لشتاء يصفه متنبئو الأرصاد بأنه الأقسى منذ 100 عام، حيث ستشهد منطقة بلاد الشام عواصف وثلوج لم تشهدها من قبل، في وقت يتناسى مسوؤلو النظام السوري هذه المعلومات التي بدأت العديد من الدول الاستعداد لها، فهم مازالوا يخططون ويعدون المواطن السوري بأنهم سيفتتحون مراكز لتسجيل أسماء الراغبين في الحصول على هذه المادة بالسعر الرسمي وقد بدأ الطقس في دمشق يميل للبرودة. 

أما الموطن ومن جانبه، فقد لقتنه السنوات الماضية دروساً قاسية في وعود حكومة النظام وتصريحاتها التي لاتتعدى كونها "بروبغندا" إعلامية حيث عملت معظم العائلات خلال فترة الصيف على تجميع ما استطاعت من مبالغ مالية، ولو ضئيلة، في ظروف معيشية قاسية من أجل تأمين التدفئة لأطفالها في الشتاء، في وقت كانت حكومة النظام قد استبقت على المواطن كل محاولاته للحصول على مادة المازوت بسعر رخيص و رفعت سعر الليتر من المادة إلى 60 ل.س، ليغدو هذه السعر المرتفع أصلاً صعب المنال بالنسبة للمواطن، أما المازوت فقد انتشر في السوق السوداء بوفرة ويتراوح سعره بين 90 إلى الـ100 ليرة.

وبالعودة إلى مبررات الحكومة عندما رفعت سعر مادة المازوت فقد كانت إحداها هي قطع الطريق على تجار السوق السوادء وبالتالي جعل سعر السوق السوادء والبالغ خلال العام الماضي 60 ليرة هو السعر الرسمي للمادة، إلا أن الواقع يشير إلى أن رفع سعر أي مادة رسمياً إنما هدفه رفع سعر السوق السوداء أيضاً لزيادة أرباح تجار الحرب وأعوانهم من رجالات النظام وهو ماينطبق حتى على المواد الغذائية.

أما بالنسبة لتصريحات مسوؤلي النظام بأن حصة كل أسرة ستبلغ 400 ليتر بالسعر النظامي فهي تصريحات تذهب أدراج الرياح بعد انتهاء التصريح، فحسب المقولة الشعبية (الحكي ماعليه جمرك)، حيث تغيب اليوم المعلومات الرسمية حول الأماكن التي يمكن أن يتوجه إليها المواطن لتسجيل اسمه للحصول على مخصصاته من هذه المادة.

ومايزيد الطين بلة في هذه الأوضاع أن هناك إشاعات بدأت تنشرها بعض المواقع الموالية للنظام بأن هناك نية لرفع أسعار المحروقات خلال فترة قريبة، حيث لم يخرج أي من المسؤولين لتكذيب هذه التصريحات الأمر الذي يخيف المواطنين أكثر ويجعل بعضهم يبيع مدخراته من الذهب من أجل تأمين التدفئة لهذا الشتاء، على اعتبار أن حكومة النظام تناسى عند زيادة الأسعار الظروف المادية المزرية التي يعيشها السوريون. 

والجدير بالذكر أن مواقع عالمية للطقس بينت أن الأمطار الغزيرة ستكثر في بلاد الشام هذا الشتاء وستسبب السيول، كما توقعوا دخولا مبكرا لفصل الشتاء، وعواصف ثلجية ومن الممكن أن تتطور لطوفان علما أنها قد تكون غير منتظمة، أي أمطار غزيرة جدا مفاجئة في منطقة معينة، ومنطقة أخرى لا تهطل فيها قطرة مطر واحدة.

ترك تعليق

التعليق