كاشفاً"اختراق "اقتصاديات الخليج ..يانكو فيتس :زيادة التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية إلى 14 ملياردولار

اعتبر مدير مجلس الأعمال الروسي العربي أن أحداث الربيع العربي لم تمنع روسيا من توسيع تعاونها التجاري الاقتصادي والاستثماري مع الدول العربية، وزيادة حجم التبادل التجاري معها إلى مستوى قياسي 14 مليار دولار.

وقال ستانيسلاف يانكوفيتس، المدير العام للمجلس لوكالة "نوفوستي": لاشك أن أحداث الربيع العربي تؤثر بالعموم على مجالات التعاون، لجهة أن عدم الاستقرار يعرقل سعي بعض الدول لبناء علاقات وتوقيع عقود وبالتالي زيادة مواردها المالية، لكن مع ذلك، يمكننا القول أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والعالم العربي زاد خلال السنوات العشر من عمر المجلس 10 مرات، وبلغ الآن مستوى قياسيا وهو 14 مليار دولار.

واعتبر يانكوفيتس أن روسيا حققت "اختراقا" في تطوير تعاونها الاستثماري مع بلدان الخليج العربي، مشيرا إلى أن بنك "في تي بي" الروسي بات اليوم مساهما في صندوق قطر السيادي، إضافة إلى تعاونه مع الصندوق السيادي العماني.

كما أشاد يانكوفيتس بنشاط الصناديق الروسية للاستثمارات المباشرة، لافتا إلى أن "فنيش إيكونوم بنك" (بنك التجارة الخارجية) الروسي وقع اتفاقيات استثمارية مع كل من هيئة الاستثمار الكويتية والصندوق السيادي لحكومة أبوظبي (مبادلة)، وكذلك مع وزارة المالية في حكومة أبو ظبي.
واعتبر يانكوفيتس أن "هذه الصفقات المالية الكبيرة، التي ينجز جزء منها حاليا وآخر في طريقه للإنجاز، لم يسبق أن أبرمت من قبل".

وتوقع المدير العام لمجلس الأعمال الروسي العربي أن يشهد الاقتصاد الروسي في المستقبل القريب زيادة في حجم الاستثمارات المباشرة من بلدان الخليج العربي".
وأكد يانكوفيتس أن اختلاف الرؤى السياسية بين روسيا وبلدان الخليج العربي حيال الوضع في سوريا لا يعرقل تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، قائلا: "رغم اختلاف وجهات النظر، إلا أن الدور النشط لروسيا في تسوية الأزمة السورية يساعد في تعزيز مكانة روسيا الدولية بما في ذلك في البلدان العربية".

وأضاف: "روسيا بالنسبة لبلدان الخليج العربي الصغيرة سوق كبيرة تمتلك آفاقا واعدة.. هذه البلدان تنظر إلى السوق الروسية بتفاؤل، وأنا لاحظت من خلال لقاءاتي أنه تكونت لدى هذه الدول نظرة جديدة من حيث المبدأ لقضايا الاستثمار في روسيا".

وحول آفاق التعاون الاستثماري مع البلدان العربية أكد يانكوفيتس أن العراق يبقى بالنسبة للشركات الروسية من أكبر الدول الواعدة، خاصة في قطاع النفط والغاز، دون أن يغفل ضرورة إيلاء الجانب الأمني في هذا البلد اهتماما أكبر.
وبخلاف العراق يرى المدير العام لمجلس الأعمال الروسي العربي أن الوضع في مصر مازال مبهما وغير مشجع، وأن أي خطوات استثمارية هناك ستكون في الوقت الراهن محفوفة بالمخاطر، موضحا: "الوضع في مصر لم تتضح معالمه بعد، ومن المحبذ عدم التسرع في اتخاذ أي خطوات استثمارية نشطة في هذا البلد".

ورأى يانكوفيتس أن الجزائر بلد مستقر بما فيه الكفاية، وأن المخاطر الأمنية على الاستثمار في هذه البلد موجودة، ولكنها ضئيلة. مضيفا: "في الجزائر ثمة آفاق واعدة للشركات النفطية، وهناك مشروعات كثيرة للشركات المتعاقدة الكبيرة، وخاصة في قطاع البناء ومرافق البنية التحتية والطرقات والسكن الشعبي"، ومنوها بأن لدى الجزائر موارد مالية ضخمة لتمويل المشروعات التي تنفذها الشركات العالمية الكبرى.

وحول الخطط المستقبلية لمجلس الأعمال الروسي العربي أبان يانكوفيتس، الذي تسلم رئاسة المجلس في أيلول/ سبتمبر الماضي، أنه وعلى مدى 10 سنوات من عمر المجلس تم تأسيس قاعدة فريدة للتواصل بين قطاعي الأعمال في روسيا والبلدان العربية، مؤكدأ أن المجلس "يضم حاليا أكثر من 500 شركة روسية مهتمة بالتعاون مع العالم العربي وتمتلك مصالح مختلفة في هذه المنطقة".

ترك تعليق

التعليق