بالأرقام والتصريحات الرسمية...قطاعات اقتصادية تنهار والفساد ما يزال صامداً

95% نسبة انخفاض إنتاج النفط في سوريا، من 400 ألف برميل يومياً، إلى 20 ألف برميل، وذلك حسب رئيس "الاتحاد المهني لنقابات عمال النفط والثروة المعدنية".

70% من معامل أدوية القطاع الخاص متوقفة، والمعمل الوحيد للدولة الذي يعمل هو "تاميكو"، يعمل بنحو 15% من طاقته، حسب نفس المسؤول النقابي الذي أشرنا إليه.

80% من معامل المنظفات في سوريا أغلقت، ونحو 70-80% من عمالها أصبحوا في منازلهم من دون دخل.

22-23% فقط من إجمالي العمالة الموجودة في قطاع الكيماويات، تعمل، والباقي في حالة بطالة.

3-5 مطحنة قمح تعمل حالياً في حلب، من أصل 26 مطحنة، في حين أن البقية متوقفة، وذلك حسب رئيس "الاتحاد المهني لنقابات عمال السياحة والتبغ والتنمية الزراعية".

97% تقريباً نسبة انخفاض الكمية المقرر استلامها من محصول القمح لهذا العام، من 3 ملايين طن إلى 85 ألف طن فقط، والأقماح والصوامح، حسب المسؤول النقابي المذكور آنفاً، تُسرق وتُهرّب إلى تركيا.

نتيجة ما ذُكر في آخر سطرين، مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب تعاقدت على استيراد 2.4 مليون طن قمح، وصل منها 1.2 مليون طن.

لكن كل الأرقام الكارثية سابقة الذكر، وهي غيض من فيض، لم تكفِ بعد لضبط مافيا الفساد المستشرية في قطاعات الدولة، أو الضرب على أيدي بعض رموزها.

ففي حين يركّز النظام على الحجز على أموال وممتلكات المعارضين، وتسريح الموظفين المنشقين أو الذين تُلحظ عليهم أية ميول معارضة، يُقرّ تجار في غرفة تجار دمشق بأن الكثير من المناقصات الحكومية ما تزال تُفصّل على قياس أشخاص محددين مقربين من أصحاب القرار، مطالبين بالشفافية في مناقصات شراء الرز والسكر من الأموال المجمدة لسوريا في دول غربية، والتي أثبتت أن المناقصات تخدم مصالح كبار التجار المقربين من النظام حصراً.

بطبيعة الحال، برر المسؤولون الذين استشهدنا بأرقامهم وتصريحاتهم، ذلك التردّي الكارثي في معظم قطاعات الاقتصاد السوري، بحالة "الحرب الكونية" وجرائم "الإرهابيين" المدعومين إقليمياً ودولياً.

وهنا نسأل مسؤولي النظام الرسميين والمدافعين عنه: إن كانت البلاد في حالة "حرب" و"مؤامرة"، أليس من الواجب الضرب بيدٍ من حديد على أي شكل من أشكال الفساد أو المحسوبية؟

ومن ثم نضيف: ألم يفشل النظام وحكومته في حفظ البلاد وأمنها واقتصادها أمام تلك "الحرب"، وتلك "المؤامرة"، فشلاً ذريعاً يستدعي، في أحسن الأحوال، تنحي "الفاشلين"، إن لم نقل، محاسبتهم على هذا الفشل الذريع؟

ترك تعليق

التعليق