معدلات التضخم تجاوزت 500 % ..عيد السوريين ممزوج بين الغلاء والحداد

كيلو الطحين بـ 150 ليرة والجوز 2200 ليرة  وكيلو السكر بـ 125 ليرة
أسعار الألبسة  ارتفع 150 % و الحلويات إلى حدود 100 %
كيف سيكون العيد والمذابح على أبواب دمشق؟ لسان حال السوريين هذه الأيام، في ظل ارتفاع للأسعار يتناسب طرداً، مع ارتفاع معدلات الموت، ليكون عيد السوريين ممزوجاً بين الغلاء والحداد، وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار صرف الدولار لتستقر عشية أسبوع عيد الأضحى على 175 ليرة للدولار الواحد، إلا أن ذلك، كما هي العادة، لم تنسحب على أسعار السلع، علاوةً عن استمرار الموت جوعاً في المناطق المحاصرة.

معدلات التضخم وارتفاع الأسعار وصلت لمستوياتٍ قياسية مع تقديرات المراقبين أنها تجاوزت معدل 500 %، إلى جانب الاحتكار وفقدان العديد من السلع، وحكومة النظام ما زالت تتحدث عن إعادة الأسواق لمستواها الطبيعي، حيث قال وزير التجارة في حكومة النظام سمير قاضي أمين: "نعمل على توفير كل المواد الأساسية في السوق وضبط أسعارها وإعادتها إلى مستواها الطبيعي".

وقبل أيامٍ من عيد الأضحى انخفض سعر صرف الدولار إلى 175 ليرة، وهو ما يستمر الخبراء بالتأكيد على أنه انخفاض مؤقت استجابةً لما يروّجه المركزي عن تدخلٍ في سعر الصرف، وضخ القطع الأجنبي.
ولا يمكن الإجابة عن سؤال كيف يعيد السوريون عيد الأضحى؟، لأنه ببساطة لا عيد يمر على الشعب السوري، الذي يعاني من النزوح الداخلي والخارجي، أما من بقي في بيته ضمن الأراضي المحررة فهو اليوم يتعرض للحصار والتجويع المنظم لا سيما في الغوطة الشرقية والغربية وجنوبي دمشق، وفي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة النظام فالناس تعاني من اشتداد البطالة وازدياد رقعة الفقر بفعل الارتفاع الحاد للأسعار.

في جولةٍ على الأسواق قبل أيامٍ من عيد الأضحى، ليس من الصعب ملاحظة ارتفاع أسعار الألبسة بنسبٍ فاقت 150 %، وبعض المحلات حاولت الاحتيال "لجر رجل الزبون"، كما يقال عبر إعلانها لتنزيلاتٍ وصلت إلى 50 %، لكن فعلياً سعر القطعة بالتنزيلات مرتفع جداً، كأن يتم بيع كنزة نسائية بعد التنزيلات وليس في محلات الماركات بسعر 2500 ليرة.

وحتى وإن حاولت العائلات اللجوء إلى البسطات فهي الأخرى ليست بأفضل حالٍ من المحلات، فمعدلات ارتفاعها الشهرية تصل إلى نسبة 20 %، فعلى وقع ارتفاع أسعار المحلات هي الأخرى أيضاً تشهد ارتفاعاً، ليعجز المواطن عن إيجاد ما يتناسب مع دخله الثابت وسطياً بحدود 15 ألف ليرة سورية.

وإذا كانت أسعار الثياب ثانوية، لا يمكن اعتبار الغذاء كذلك، ورغم غياب العيد عن المنازل السورية، لكن مع ذلك ارتفعت أسعار الحلويات إلى حدود 100 %، والسبب وفق المنتجين ارتفاع أسعار المواد، من الطحين والجوز والفستق والسمنة والغاز والسكر والسمنة، فكل المواد الأولية الداخلة في صناعة الحلويات تشهد ارتفاعا بنسب تصل إلى 50 % بالمقارنة مع عيد الفطر.

ولأن أسعار المواد الأولية مرتفع صارت -حتى- صناعة حلويات العيد في المنزل أمرا غير متاح، فكيلو الطحين بلغ سعر 150 ليرة، والجوز 2200 ليرة، أما السمنة النباتي نخب ثاني بلغ سعر الكيلو 570 ليرة، بينما سعر كيلو السمن النباتي النخب الأول بحدود 700 ليرة، وكيلو السكر بـ 125 ليرة، فكيف للعائلة السورية صناعة الحلويات في ظل هذه الأسعار.

وإذا كانت العائلة قادرة على تأمين بعض مواد العيد في السنوات الماضية فهو أمر شبه مستحيل في هذا العام، بسبب توقيت قدوم العيد في شهر المونة، حيث كيلو الباذنجان بلغ 135 ليرة، وصفيحة الزيت 15 ألف ليرة.
أما بالنسبة لأسعار اللحوم فلم تشهد ارتفاعاً هذه الأيام كيلو لحمة العجل بلغ 1800 ليرة، في حين بلغ سعر كيلو لحمة الغنم 2000 ليرة، بينما بلغ سعر صحن البيض 750 ليرة، وكيلو الدجاج 1300 ليرة.

أما فيما يخص اللاجئين في المناطق الهادئة فيحاول الناشطون تأمين مستلزمات العيد قدر المستطع عبر توزيع المعمول للعائلات، وبعض الثياب للأطفال، والتي يتم تأمينها عبر جمع التبرعات، إلى جانب بعض الأنشطة الترفيهية لا سيما للأطفال ضمن منشآت الإيواء.

وأياً تكن الأسعار في الأسواق فالسوريون لا يعتبرون القادم عليهم هو عيد، لا سيما وهم يتابعون أخبار الموت والمجازر التي تحصل على بعد بضعة كيلو متراتٍ من دمشق في الحسينية والذيابية والقادم لأهالي الحجيرة البويضة ما زال غير معروف، وكذلك التجويع والحصار على مخيم اليرموك والغوطتين، هذا ما يقوله أبو هشام "55 عام" مختصراً رأي غالبية السوريين، مضيفاً: كيف يمكننا أن نعتبر هذا عيدا ونحن نرى الموت والقصف اليومي؟، العيد يوم مثل كل الأيام.

ترك تعليق

التعليق