أين سيلجأ رأس النظام ليؤدي صلاة عيد الأضحى؟

تكثر توقعات السوريين عشية عيد الأضحى، وتزداد التساؤلات المتعلقة بصلاة العيد، فأين يمكن أن يلجأ رأس النظام بشار الأسد هذه المرة ليؤدي فروض إثبات الوجود، إن صح التعبير فليست الصلاة هدفا بحد ذاتها، وهل يمكن استهداف موكبه في تكرار لسيناريو صبيحة عيد الفطر الماضي؟.

يسترجع السوريون ذكرى عيد الفطر هذا العام، حيث تأخر موعد الصلاة ما يزيد عن الساعة، رغم أن الجامع الذي وقع الاختيار عليه ليصلي به رأس النظام، في ذات الحي الذي يقطنه، وهو جامع أنس بن مالك في حي المالكي، وكان الملفت هو تبني لواء أحرار الشام لسقوط قذائف هاون في المنطقة، قال أحرار الشام إنها كانت تستهدف موكب بشار الأسد، مبالغين في تأكيداتهم أنه قد مات فعلاً.

وفي كل مناسبة يمكن أن يظهر بها رأس النظام بشكل مباشر على الهواء، تكثر الشكوك، بأن تكون العملية مسجلة، أو أنها قديمة منذ عام مضى، كالصور التي نشرت العام الفائت في يوم عيد الشهداء ووضع الإكليل على ضريح الجندي المجهول، فغالبية المتابعين يعتقدون بأنها صور مكررة وليست بالجديدة.

وقبل أيامٍ من عيد الأضحى طالت التفجيرات وقذائف الهاون قلب العاصمة السورية دمشق، ما زاد من اعتقاد كثيرين أن صلاة العيد هذا العام ستكون مسجلة، وليست مباشرة، كما يرى الناشطون حيث يقول أبو ثائر من دمشق: من غير الممكن أن يغامر بشار الأسد في هذه الأوقات بالخروج إلى شوارع دمشق والصلاة، مهما كانت الإجراءات الأمنية مكثفة، فإنها لن تحمي موكب رأس النظام مئة في المئة، في ظل ارتفاع وتيرة القذائف، ولهذا أعتقد أن الصلاة تم تسجيلها منذ أيام. 

وإذا كان البعض يعتقد أن الصلاة ستكون مسجلة هناك من يرجّح أن التسجيل سيحرم النظام من التمتع بأهم ما يريد ترسيخه وهو أنه قوي ومتمكن، وفق رأي الناشط محمد الذي يعتقد أن بشار الأسد سيؤدي الصلاة في صباح العيد ولكن بعد ان يختاروا له مكانا بعيدا عن التوقعات، كأن يذهب إلى واحدة من المحافظات الهادئة، مثل بعض محافظات الساحل السوري.

وهذا ما يخالفه رأي آخر، فالرسالة لن تصل وستفقد معناها إذا تمت الصلاة في محافظة كطرطوس أو جبلة مثلاً، حيث يرى أبو عارف أن جرأة النظام وعناده سيدفعه للصلاة في قلب العاصمة دمشق ويرجح أبو عارف أن يختار الجامع الأموي وسط تشديداتٍ أمنية مكثفة ومعقدة، ويمكن أن يكون جزء منها التلاعب في موعد الصلاة، بذلك سيكون النظام قال كلمته بالفم الملآن بأنه مستمر وباقٍ وقوي ومتمرس في قلب العاصمة ولا يخشى أي شيء.

تختلف الآراء حول ما ستكون عليه صلاة العيد غداً، لكن أياً تكن التوقعات يبقى الأمر في يد قادة الكتائب والألوية في جنوب دمشق الذين وجهوا تحذيراتهم قبل أيامٍ من عيد الأضحى، للمدنيين بإخلاء المباني والأماكن القريبة من مراكز النظام وأفرعه الأمنية، مؤكدين أنهم سيمطرون سماء دمشق بالقذائف في أيام عيد الأضحى، بسبب الحصار والقصف والتدمير والتجويع الذي تتعرض له المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

ترك تعليق

التعليق