الألف ليرة تساوي عشرة رؤوس بطاطا.. غلاء يجتاح أسعار الخضار في دمشق وريفها

تواصل أسعار الخضار ارتفاعها في العاصمة دمشق وريفها، حيث لم تعد ملجأ المواطنين الآمن في ظل ظروف صعبة بات فيها مختلف أصناف اللحوم بعيدا عن متناولهم أيضاً، فدخول محال البقالة أضحى عبئاً ثقيلاً ينهك جيوب المواطنين بعد أن فقدت فئة الـ 1000 ليرة بريقها حيث باتت تعادل 10 رؤوس بطاطا فقط.

وتتعالي شكاوى المواطنين جرّاء هذا الغلاء المتزايد في وقت يصمّ فيه مسؤولو النظام آذانهم عن هذه الأصوات ويكتفون بالتهليل إلى استقرار قيمة الليرة امام الدولار خلال الآونة الأخيرة، إلا أن جولة بسيطة في الأسواق تكشف بأن هذا الاستقرار لا يعدو كونه استقرارا وهميا أحدثه النظام عنوة، وبالتالي فما جدوى انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار إذا كانت مختلف المواد الغذائية والزراعية محافظة على ارتفاعها، في بلد مصنف أنه زراعي بامتياز.

وبالعودة إلى أسعار الخضار حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 200 ليرة وهي المصنفة بأنها أكلة الفقراء حيث كان سعر الكيلو منها لايتجاوز 20 ل.س ، في حين أن باقي الأصناف ليست بأفضل حالاً، فسعر كيلو البندورة يصل إلى 150 ليرة، في حين أن كيلو الزهرة "القرنبيط" يباع بـ 185، أما الباذنجان فيتراوح سعرها بين 100 و115 ليرة، في حين أن كيلو الكوسا ارتفع سعره أيضاً ليترواح بين 130 إلى 140 ليرة، أما جرزة السبانخ فتباع بـ17 ليرة. 

وتعبر هذه الأسعار بالنسبة لسكان دمشق وأريافها خيالية حيث إن وجبة بسيطة يمكن ان يستخدم فيها عدة أصناف من الخضار ستكلف العائلة اليوم مايقارب 2000 ليرة، وهو مايعادل اليوم سعر كيلو اللحم.

ويبين خبير زراعي في تعليقه على الموضوع بأن أسعار الخضار اليوم إنما هي انعكاس طبيعي لواقع الزراعة المتدهورة في سوريا، والتي تعاني من عزوف قسم كبير من المزارعين عن العمل، إما لوقوع حقولهم في أماكن متوترة أمنياً أو لأسباب مادية حيث إن تكلفة الزراعة باتت باهظة جداً.

وشرح الخبير بأن أسعار الأسمدة على سبيل المثال باتت تفوق قدرة الفلاحين المادية الذين تركوا بدون دعم أو مساعدة من الجهات المعنية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المحروقات اللازمة لإتمام العملية الزراعية. ولم يخفِ الخبير أن موضوع نقل المحاصيل وإيصالها إلى لعاصمة بات يتحكم في السعر النهائي للمنتج الزراعي بسبب ارتفاع أجور النقل مع ارتفاع أسعار البنزين والمازوت.

ترك تعليق

التعليق