النظام يمنع عنها الغذاء والدواء..قدسيا هل دخلت في سيناريو "الجوع أو الركوع"؟

بدأ النظام في الأيام القليلة الماضية حصاراً على مدينة قدسيا في الغوطة الغربية، وحذر ناشطون من أن يكون مصير مدينتهم مشابهاً لما حدث في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية والمعضمية، من تجويعٍ وحصار.

المدينة الثائرة والتي تقع وسط محيطٍ من الموالين للنظام، كحي الورود ومساكن الحرس الجمهوري، استطاع الثوار فيها إبعاد النظام عنها، بعد اتفاقٍ ضمني أن جميع الأطراف تبقى ملتزمة مكانها سواء من النظام أو الجيش الحر من أبناء المنطقة، كما استطاع الأهالي إخماد مشاريع الفتنة الطائفية التي سعى إليها النظام عبر شبيحته، هكذا يخبرنا الناشط "أحمد" الذي يؤكد أن حال المدينة التي لا تواجد للنظام فيها تغير بعض الشيء بعد أن عاد الأهالي للتظاهر خلال الأشهر القليلة الماضية.

ولهذا السبب يحاول النظام اليوم تركيع المدينة إن صح التعبير، في سيناريو مكرر لحصار الغوطتين ومخيم اليرموك، حيث بدأ النظام منذ أيامٍ في حصاره للمدينة التي تضم ما يزيد عن 300 ألف لاجئ، ويشرح لنا أحد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن حواجز النظام القريبة من المدينة تمنع دخول المواد الغذائية، وسابقاً كان يسمح للشخص إدخال ربطة خبزٍ تكفيه وعياله، لكن اليوم هناك منع كامل لدخول المواد الغذائية، والأدوية بطبيعة الحال.

وإلى جانب منع دخول الطعام هناك صعوبة في الخروج من المدينة، بسبب التدقيق على الحواجز، حيث يؤكد الناشط أن النظام يسعى إلى اعتقال عناصر الجيش الحر، كما استفزت أعلام الثورة المنتشرة في المدينة ومدارسها النظام، ويصف الناشط أن الحالة اليوم هي ضغط على الزناد، لا يوجد اشتباكات مباشرة ومواجهات لكنها ستكون قائمة بين لحظةٍ وأخرى.

ورغم تحذيرات بعض الناشطين من تفاقم الحصار إلا أن هناك من يرى بأنه حصار للترهيب ونشر الرعب، ولا يتعدى أكثر من ذلك، كما يقول "أبو محمد" أحد ناشطي المدينة، فمنذ بداية الثورة السلمية وصولاً إلى احتضان المدينة للجيش الحر وهو من أبنائها جميع الأطراف اتفقت على عدم إشعال الوضع، بسبب المحيط المؤيد لقدسيا.

وخلال أيام الحصار الأولى بدأت المواد الغذائية بالنفاذ من المحلات والمنازل، فكيف سيتدبر أهالي قدسيا أمورهم؟، سؤال يجيبنا عنه أحد ناشطي المدينة، مؤكداً أن المخاوف تزداد فالنظام يريد تركيع المدينة، التي خرجت عن سيطرته دون مواجهات دامية كالتي حدثت في باقي المناطق، ومازال الأمر مقبولا حتى الآن، حيث لم تنفذ المؤن من المنازل، ومازال هناك بعض البضاعة في المحلات، لكن لا ندري كيف سيكون الحال إذا كان النظام قد حسم أمره بتكرار سيناريو التجويع في قدسيا، وهو الأمر الذي تعانيه أيضاً "الهامة" وليس فقط قدسيا.

ترك تعليق

التعليق