البسطار العسكري يطبق على أنفاس سكانها ..قدسيا محاصرة منذ 18 يوماً

خضار وفواكه دعست بالأقدام وأرغف الخبز رميت على الأرض أمام أعين السكان وحصار مضنٍ يعيشه سكان مدينة قدسيا تجاوز 18 يوماً في واقع اقتصادي بات أكثر من سيء. يستمر النظام في تجويع أهالي هذه المدينة في وقت لا تتوانى فيه عناصره الأمنية وشبيحته باستباحة كرامات الناس وإذلالهم بشتى الطرق سواء اللفظية منها أو بمصادرة مايحاولون إدخاله من أطعمة لأطفالهم.

أما دخول السيارات وخروجها من قدسيا بات من الممنوعات ومن يضطر لدخولها عائداً من عمله أو لزيارة أهله فعليه الترجل على قدميه للوصول إلى مبتغاه، في حين أن من يحاول إدخال مواد غذائية فقد ارتكب جرماً لا صفح عنه من قبل عناصر النظام وخاصة على حاجز (المنصورة)، حيث يقومون دون رأفة برميها على الأرض ودعسها حتى ولو كانت تلك المواد خبزاً فتحول المشهد في مدخل المدينة - بحسب وصف السكان – إلى أكوام من الخضار والخبز المرمية والمدهوسة ببسطار عناصر الأمن العسكري الذين لايتوانون عن اعتقال من يحاول مساعدة السكان.

وأوضح أحد سكان المنطقة أن الكهرباء في قدسيا مقطوعة معظم الوقت، ولا تأتي إلا لساعات قليلة، في حين أنهم يتبعون سياسة التقشف بالنسبة لاستهلاك الطعام ويتدبرون أمرهم بما تبقى عند المحال في المدينة من برغل وحمص ورز، حيث إن مخزونها هي الأخرى شارف على النهاية، لافتاً إلى أن قسماً كبيراً من سكان قدسيا وخاصة من تسمح لهم ظروفهم فقد نزحوا منها في حين أن قسماً لابأس به بقي هناك يحاول الصمود حتى آخر لحظة.

اما الجرم الذي ارتكبه قاطنو المنطقة والذين يصل عددهم إلى 600 ألف نسمة بحسب أحد سكانها هو تذرع النظام بوجود 60 مطلوبا في قدسيا عليهم تسليم أنفسهم أو قيام الأهالي بتسليهم لفك الحصار عنها.

ولعل ذرائع النظام وما يجري في قدسيا يثير غضب مواليه من سكان المنطقة قبل معارضيه الذي يتساءلون بأن النظام بأسلحته ومعداته وعناصره الأمنية هو الأولى بالقبض على أولئك المطلوبين وليس سكان عزل لاحول لهم ولاقوة، أما النظام وبدوره فهو يصم أذنيه ويغمض عيونه عما يجري ويترك لعناصره الأمنية استباحة كرامات الناس وإذلالهم لتحقيق مبتغاه متخلياً حتى عن مواليه وسط شائعات قوية بأنه لن يتردد في قصفها إن اضطر الأمر.

ترك تعليق

التعليق