"اقتصاد" تنشر شهادة ناشط إغاثة حول تعامل "جبهة النصرة" مع السكان

عبد الله عمير: بعض وسائل الإعلام يحاول شيطنة الكتائب الإسلامية

كيف تعامل جبهة النصرة المواطنين في أماكن سيطرتها؟
سؤالٌ مثيرٌ للاهتمام نظراً لما تُثيره "جبهة النصرة" من جدل في وسائل الإعلام وبين المراقبين والفاعلين في الشأن السوري، بين مؤيدٍ متحمسٍ لها، وبين معارضٍ ناقمٍ على نهجها.

طرحنا هذا السؤال على أحد الناشطين في مجال الإغاثة في الداخل السوري، عبد الله عمير، والذي سبق أن احتك برجالات من "جبهة النصرة" في بعض مناطق سيطرتها في دير الزور والبوكمال، وحصل على شهادات عيان حول أداء هذا التنظيم في إدلب ومنطقة باب الهوى تحديداً، فكانت الخلاصة التي خرج بها أن الجبهة تتمتع بسمعة طيبة بين المدنيين في تلك المناطق، وتحظى بثناء ومودة من جانب معظم السوريين الذين احتكوا بمقاتليها، حسب وصف عمير.

يقول عبد الله عمير لـ "اقتصاد": "كما تعلم أن جبهة النصرة تسيطر على بعض المواقع في دير الزور كما تسيطر في إدلب ومناطق أخرى. في بداية وجودها في مناطق دير الزور كانت قد استلمت مصنع الغاز الذي يغذي كافة المناطق هناك بالغاز، وفي الوقت الذي كان سعر تلك العبوات يتجاوز الـ ٣ آلاف كانت الجبهة تبيع العبوة بسعر ٢٥٠ ليرة، وذلك على كامل مناطق دير الزور وريفها المحرر، ومن ثم أجبرت جميع التجار على بيع العبوات بربح لا يتجاوز ٥٠ ليرة، وتم التعميم بذلك".

واستطرد الناشط موضحاً: "نقطة أ خرى أفيدك بها، وأنا قدمت من دير الزور من فترة (من البوكمال في أقصى الشرق)، الجبهة لا تتصرف على أنها السلطة هناك، لا بالعكس، فهي تقوم على مبدأ التعاون مع الأهالي بالحسنى، وهذا ما جعل الجبهة كما تسمع من كثير من الناشطين، محبوبة من قبل الجميع، فلديهم منهج بسيط وسلس جداً، ومنهجهم بعيد كل البعد عن التعصب ولا يُغريك ما تسمعه في بعض وسائل الإعلام، فبعضها يحاول شيطنة الكتائب الإسلامية عموماً".

وأضاف عمير: "شاهدت الجبهة أيضاً في إدلب، حيث كنت هناك في سبتمبر- أيلول الماضي، وسألت الأهالي عنهم في منطقة سرمدا وباقي منطقة باب الهوى، لم أسمع عنهم سوى الثناء والمودة، والتعاون بينهم وبين فصائل الجيش الحر، لكن أذكر لك نقطة، تواجد جبهة النصرة في دير الزور يتمركز بالدرجة الأولى في نقاط الاشتباكات فقط، وقليل جداً جداً ما تجدهم في المناطق المحررة. بالنسبة لدولة الإسلام في العراق والشام، فوجودهم شبه معدوم في مناطق دير الزور وريفها إلا في بعض جبهات القتال".

سألنا الناشط عبد الله عمير إن كان يملك معطيات ميدانية أكثر حول تعامل "دولة العراق والشام الإسلامية" مع المدنيين، بناء على شهادات عيان موثوقة، فأجابنا: " بالنسبة لموضوع "الدولة" وبصراحة، فقد التقيت بأحد حواجزهم في إدلب، ولم أرَ منهم إلا التعامل الطيب".

واكتفى الناشط عمير بعبارته الأخير بخصوص "دولة العراق والشام الإسلامية" دون أن يضيف المزيد.

وتندرج شهادة الناشط عبد الله عمير في سياق وجهة النظر التي تدافع عن الكتائب الإسلامية عموماً، خاصة منها "جبهة النصرة"، يُقابل ذلك فريق من المراقبين والناشطين يهاجمون أداء الكتائب الإسلامية على صعيد التعامل مع المدنيين. لكن لا بد من الإقرار بأن غالبية المراقبين والناشطين يميزون بين "جبهة النصرة" من جهة، وبين دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" من جهة أخرى، من حيث كيفية التعامل مع المدنيين، ومع فصائل الجيش الحر، في المناطق المحررة.

ترك تعليق

التعليق