17 ألف ليرة سعر صفيحة الزيت..الزيتون ممنوع عن السوريين حتى إشعارٍ آخر

ينتظر السوريون عادةً مواسم قطاف الزيتون، الذي تعتاش منه حوالي 400 ألف عائلة، لكن هذا الموسم يختلف عن باقي المواسم، فحقولٌ عجز أصحابها من الوصول إليها، وأسعار خيالية، تمنع الناس من الشراء، حيث زاد سعر صفيحته عن راتب موظف لشهرٍ كامل، إلى جانب المقايضة مع إيران التي تقاسم الناس في قوتها.

وفي السنوات السابقة كان إنتاج سوريا من مادة الزيت يصل إلى حوالي 175 ألف طن زيت، يستهلك منه محلياً 130 ألف طن والباقي يذهب للتصدير، وما تكشف هذا العام بفعل المقايضة مع إيران خصوصاً هو تصدير ما يقارب 100 ألف طن فقط في الأشهر الخمسة الأولى من السنة، ومن باب المباهاة يعتبر النظام أن هذا الرقم يساوي كل ما صدرته سوريا في السنوات السبع الماضية، ليبقى السوريون عاجزين عن تأمين مؤونة شتائهم من الزيت، فتصدير الزيت وحرمان الداخل منه أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار.

كما واجهت العديد من المناطق هذا العام موسماً يوصف بالسيئ، السبب حسب أحد الفلاحين البرد الذي اقتحم شهر نيسان الفائت وأضر بالمحاصيل، إلى جانب عجز كثيرين عن الوصول إلى مزروعاتهم في مناطق ساخنة، أو عدم إمكانية إخراجها من المناطق المحاصرة.

وبالتقاء الأسباب الموضوعية القائمة، وممارسات النظام الاقتصادية التي تتجه إلى إفراغ البلاد من خيراتها، وصل سعر صفيحة زيت الزيتون إلى حدود 17 ألف ليرة، وسعرها النظامي هو 14 ألف ليرة، أي أكثر من راتب موظف، في حين أن متوسط استهلاك عائلة مكونة من خمسة أشخاص من زيت الزيتون يصل سنوياً إلى أربع صفائح من الزيت، تزن كل واحدة ما يقارب 16 كيلو وتحتوي 20 ليترا.

وفي نظرةٍ إلى التكاليف التي باتت تقترن بالمخاطرة، يطلعنا أحد الفلاحين على أنها ارتفعت بنسبة تزيد عن 200 %، فأجور الورش العاملة في قطاف الزيتون وصل هذا العام 20 ليرة لكل كيلو زيتون، بينما المعصرة تحتاج إلى 7 ليرات لكل كيلو، ومن كل 75 كيلو زيتون يمكن استخراج صفيحة زيت زيتون، وبالتالي تكلفة القطف تصل إلى حدود 1500 ليرة، والعصر تقدر بـ 525 ليرة، ويعتبر الفلاحون أن هذه التكلفة عالية، يضاف إليها تكاليف النقل ومخاطره.

أما في مناطق مثل إدلب والتي يعتمد أهلها اعتماداً كلياً على مواسم الزيتون، لكنهم هذا العام وبسبب نزوحهم تركوا خير أراضيهم دون قطاف، كما يقول لنا أبو مازن الذي لم يستطع المغامرة للوصول إلى أرضه، لا سيما بسبب الحوادث التي يسمعها، فأحد أقاربه تعرض للسطو وسرقة كامل محصوله، ذلك بسبب الفوضى.

والوضع ليس أفضل حالاً في المناطق المحررة والمحاصرة كالغوطتين الشرقية والغربية، فالزيتون فيها خرج من دائرة الإنتاج، فحتى لو استطاع الأهالي قطفه، من الصعب إيجاد معاصر تعصره، كما أنه من الصعب الاستفادة منه كمونة زيتون.

ترك تعليق

التعليق