رغم العقوبات الأمريكية.. بشار يستعين ببنوك روسية من الدرجة الثانية لدعم ترسانته العسكرية

اتجه رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى البنوك الروسية لدخول الأسواق العالمية سعيا إلى إمداد حكومته بالأسلحة والنفط والمواد الغذائية، وقد تفتح له هذه البنوك المزيد من الأبواب رغم ما قد تواجهه من خطر الانعزال عن النظام المصرفي الأمريكي.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات تهدف إلى إجبار الأسد على إنهاء الحرب التي يشنها على الشعب السوري منذ قرابة 3 أعوام، وتحظر هذه العقوبات البنوك الأمريكية من التعامل مع مصرف سوريا المركزي والمصرف التجاري السوري. غير أن هذه العقوبات لا تعزل بنوك الدول الأخرى التي تتعامل مع البنكين السوريين المدرجين على القائمة السوداء عن القطاع المصرفي الأمريكي، رغم أن هناك دعوات إلى اتخاذ إجراء أكثر صرامة.

وطلب أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من وزير الخزانة جاك ليو الشهر الماضي وضع البنوك الروسية التي تتعامل مع المصرفين السوريين على قائمة تحظر على البنوك الأمريكية إجراء أي أنشطة معها في محاولة للضغط عليها وإجبارها على قطع علاقاتها مع الأسد.

غير أن بعض البنوك الروسية اتجهت إلى تعزيز هذه العلاقات في الأشهر الأخيرة؛ ما يبرز عمق العلاقات بين دمشق وموسكو.

وبينما استعان الأسد ببنوك روسية من الدرجة الثانية لسداد ثمن أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة، فتح المصرف التجاري السوري أيضا حسابات في مصرف "تيمبنك" الصغير في موسكو ويجري محادثات مع البنك لتوسيع العلاقات.

وتقترح رسالة فاكس أرسلها المصرف السوري في السادس من أغسطس/ آب إلى "تيمبنك" واطلعت عليها رويترز فتح حساب مقايضة يسمح لدمشق بمبادلة السلع أو النفط مقابل الحصول على المواد الغذائية التي سيتم شحنها من أوكرانيا.

وأكد مصدران قريبان من "تيمبنك" تلقي البنك رسالة الفاكس وأن المحادثات مستمرة بشأن إبرام اتفاق المقايضة مع المصرف السوري.

وقال ممثل البنك الروسي دميتري أفاكيموف الذي يعمل في قسم المعاملات الدولية بالبنك إن حسابات المصرف التجاري السوري ما زالت قائمة ولكن اتفاق المقايضة لم يستكمل بعد.

ولم يوضح أفاكيموف الغرض من هذه الحسابات.

وكانت صحيفة سورية قالت قبل عامين إن المصرف المركزي لديه حسابات بالروبل وعملات أخرى في بنك "جازبرومبنك" وبنكي "في.تي.بي" و"في.إي.بي" الروسيين المملوكين للدولة، ولكن بعض المحللين يعتقدون أن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة منذ ذلك الحين دفع البنوك السورية إلى الاستعانة ببنوك روسية من الدرجة الثانية.

ونفى "في.تي.بي" إجراء أي أنشطة مع مصرف سوريا المركزي. وقال فلاديمير دميترييف رئيس "في.إي.بي" إنه ليس لديه علم بوجود علاقات مع أي شركات سورية. ولم يرد "جازبرومبنك" على رسالة إلكترونية تطلب تعقيبا منه.

وزادت الضغوط لاستهداف مصادر الدعم المالي للأسد في الخارج بإدراج البنوك الروسية على القائمة السوداء عقب هجوم دام بغاز السارين في ضواحي دمشق في أغسطس/ آب. 

وفي وقت سابق هذا العام قال مصدر بوزارة الخزانة إن الوزارة تعتقد أن بنوكا روسية تتعامل مع المصرف التجاري السوري ومصرف سوريا المركزي، وحذرت الوزارة هذه البنوك من إجراء أي معاملات تجارية.
وإذا لم يتم إقرار تشريع لتشديد العقوبات فسيظل التأثير على البنوك الروسية غير مباشر، من خلال إمكانية تشجيع البنوك الأمريكية على الابتعاد عن العمل مع نظيرتها الروسية بسبب تعاملها مع المؤسستين السوريتين.

ورفضت وزارة الخزانة الأمريكية التعقيب بشأن "تيمبنك"، ولكن مسؤولا بالوزارة قال إنها عبرت عن قلقها لمسؤولين روس من النشاط المالي المستمر بين البنوك الروسية وسوريا، مشيرا إلى المخاطر التي قد تواجهها البنوك المتورطة في هذا النشاط وتشوه سمعتها.

وقال المسؤول أيضا إن وزارة الخزانة ستواصل العمل عن كثب مع الشركاء الدوليين لزيادة الضغوط المالية على الأسد وعزل الجهات الفاعلة الرئيسية التي تقدم الدعم المالي للنظام بما في ذلك المصرف التجاري السوري.

ترك تعليق

التعليق