"Augmentin" دواء جديد يفتك بالسوريين !

أصبح الدواء سلاحاً جديداً يُضاف إلى أسلحة الفتك بالسوريين بدل أن يكون معيناً على تخفيف أوجاعهم وآلامهم، فبعد اكتشاف مخاطر استخدام دواء "تاليدوميد -Thalidomide" الذي احتفظ بذكرى سيئة جداً منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث كان يوصف للنساء الحوامل كعلاج للشعور بالغثيان الصباحي قبل أن يتصدر الصفحات الأولى بآثاره المأساوية على الأجنة وكتبت "اقتصاد" عنه منذ أشهر تحقيقاً موسعاً، ظهر مشروب يوزع في الصيدليات والمستشفيات يطلق عليه اسم "Augmentin -أوجمنتين" من إنتاج شركة GSK، وتمت تعبئته في مصنع صغير ببلدة الحديثة في العراق كما هو مدون على العبوة وهو يستعمل كمضاد حيوى فى حالات عدوى الجهاز التنفسي السفلي، التهابات الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية، التهابات الجلد، والتهابات الجهاز البولي، وبعد عمل الاختبارات اللازمة على محتواه تبين أنه يحتوي على مادة سامة، بعد مزجه بالماء وتغير لونه إلى الأصفر الداكن.

وأثبتت الاختبارات العلمية احتواء "أوجمنتين" على شوائب وترسبات بلاستيكية، وكانت إحدى وكالات الأنباء، قد بثت خبراً مفاده أن حكومة "هونغ كونغ" أمرت شركة (جلاكسي سميث كلاين) الدوائية بمنع إنتاج أي مضادات للأطفال تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في صناعة البلاستيك، وذلك وفقا للمواصفات الأوروبية الخاصة بصناعة الدواء. 

وذكرت أن متحدثاً باسم الحكومة في "هونغ كونغ" قال إن الاختبارات التي أجريت على مضاد AUGMENTIN ANTIBIOTIC SYRUP الخاص بالأطفال، والذي ينتجه مصنع بريطاني فرنسي مشترك، يحتوي على مستويات غير آمنة من المادة الكيميائية Plasticisers المعروفة باسم DiisodecylFhathalate(DIDP). 

وأسفرت الاختبارات عن احتواء شراب الأطفال المذكور على كميات كيميائية من هذا المنتج تزيد مرتين عن المسموح به وفقاً للمواصفات الدوائية الأوروبية، وانتهت الوكالة إلى أن الاستمرار في استخدام هذا الدواء قد تكون له آثار سلبية على الكبد وهرمونات الأطفال على المدى الطويل. 

وكانت أوساط طبية في عدد من البلدان العربية قد حذرت من تداول هذا العقار مؤكدة أنه غير آمن وقام العديد من الدول الخليجية ومنها السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة بسحبه من أسواقها ولكن هذا الدواء استمر تصنيعه وتوزيعه في بلدان عربية أخرى ومنها العراق (مدينة الحديثة) التي وجدت منتوجاتها من هذه العينة طريقها إلى أسواق الدواء السورية تهريباً عن طريق الحدود السورية العراقية دون رقيب أو حسيب. 

وبغض النظر عن مفاعيل هذا الدواء وأضراره المباشرة التي تم التأكد منها مخبرياً فإن "أوجمانتين"يسبب حالات من التوتر, الأرق, والدوخة،والغثيان,القئ والإسهال والتهاب المهبل، ونقص عدد الصفائح الدموية, و نقص كرات الدم البيضاء, كما قد يسبب حساسية في صورة طفح جلدي, هرش. وأيضاً نمو بعض الميكروبات الأخري.

أوجمانتين واللون الأصفر
الطبيب (ع . ق) أكد لـ"اقتصاد" أنه لم يصدر عن وزارة الصحة السورية أي شيء يخص أضرارا محتملة لـ"أوجمانتين" وأن"الذي يباع في حمص من صنع معامل الدواء المحلية وأنا شخصياً كنت أصف هذا الدواء لمرضاي، وحول ظاهرة تحول هذا الدواء إلى اللون الأصفر بعد حله بالماء يقول الطبيب (ع . ق): كثيرة هي أنواع الدواء التي تتحول إلى اللون الأصفر بعد الحل بالمياه وحتى بعض الإبر، وعن تفسيره لانتشار هكذا إشاعات عن أضرار الأدوية يقول الطبيب: الكثير من شركات الأدوية تقوم بأنواع من المضاربات والمنافسة والمزاحمة على تسويق منتجاتها وتشويه سمعة الأنواع الأخرى حتى ولو كانت أكثر جودة منها.

وأضاف:في هذا السياق أذكر أن حملة من التشويه طالت لقاحات كنت أقدمها لأطفال حمص وأعرف تماماً مصدرها ومن يقوم بإعطائها أشيع أنها تؤدي إلى الايدز العام الماضي ومن خلال الدعايات المغرضة والإشاعات الكيدية على الإنترنت كادوا أن يفسدوا حملة اللقاح لولا قيامنا بنشاط توعية واسع بل اتجهنا لتقديم النصائح والإرشادات بخصوص هذه اللقاحات وبطلان الشائعات حولها من خلال المساجد وخطب الجمعة.

ويتابع الطبيب: "الدواء المزوّر خارج الأزمة كان منتشراً فكيف في هذه الأيام السوداء والدواء المزور للأسف يملأ البلد وكله يتم إدخاله من دول الجوار بهدف الإثراء على حساب صحة الناس وحياتهم وهذا لا يعني عدم وجود عبوات مغشوشة مصنّعة محلياً، فالغش للأسف دخل كل شيء في حياتنا وبعض الشركات المصنّعة للأدوية لا تراعي أي اهتمام بجودة الدواء وتستورد أكثر المواد الفعالة من دول شرق آسيا، وغالباً ماتكون فعالية الدواء متدنية بل ربما تحتوي المواد المضافة للدواء على مثيرات للحساسية مما قد يتسبب في نتائج عكسية للمريض وهو الأمر الذي ينطبق ربما على دواء "أوجمانتين".

ترك تعليق

التعليق