تهاوي الاقتصاد السوري يوسع نطاق البطالة ويضع 60 % تحت خط الفقر

يعاني الاقتصاد السوري الأمرّين جراء الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في البلادوالتي يشنها النظام على شعبه  منذ أكثر من عامين، فقد تراجعت قيمة الصادرات السورية بشكل خطير، ولولا الانتعاشة التي عرفها القطاع الزراعي قبل الأحداث، لكانت الأوضاع أكثر سوءاً.

ويعد الشعب السوري المتضرر الأول من تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، فبعد أن كان معدل البطالة أقل من 10 في المئة (حسب الأرقام الرسمية) قبل الحرب، أصبح واحد من كل اثنين من السوريين يعاني البطالة.
وكنتيجة لذلك أصبحت مغادرة البلاد أُمنِيةً لكل من استطاع إلى ذلك سبيلاً، خاصة السوريين من ذوي الكفاءات العالية الذين كانت تعلق عليهم آمال كبيرة للسير بالبلاد قدماً قبل اندلاع الحرب.

وتؤكد خبيرة التجارة الخارجية في المعهد الاقتصادي الألماني غالينا كوليف، أنه ليس فقط الكفاءات العالية ما ينقص سوريا في الوقت الراهن، بل أيضا البنية التحتية التي دُمر جزء كبير منها. 
ولهذا السبب "عملت كثير من الشركات على نقل مرافق إنتاجها إلى مصر أو تركيا". 
وتقول غالينا كوليف إن مجموع التكاليف الاقتصادية للحرب تتجاوز منذ مدة طويلة الأداء الاقتصادي السنوي للبلاد". كما عرفت الاستثمارات انخفاضاً لافتا ما بين 2010 و2012.
وقد بلغت قيمة صادرات سوريا من السلع والمواد الأولية في عام 2010 أكثر من ملياري يورو. أما قيمة الصادرات الآن، فلا تتجاوز بالكاد ربع هذا المبلغ. 

ويُعد النفط أحد أهم صادرات سوريا، حيث كانت تصدر قبل الحرب 400 ألف برميل يوميا، بينما تراجعت نسبة التصدير من هذه المادة الحيوية في الوقت الحالي كثيرا.
وبحسب خبيرة التجارة الخارجية غالينا كوليف، فإن "90 في المئة من الواردات الألمانية من سوريا كانت قبل بدء الحرب السورية من النفط الخام ومنتجاته، ما أدى إلى تراجع حاد في حجم هذه الواردات" بعد تطبيق العقوبات الأوروبية على سوريا، إذ انهارت العلاقات الألمانية السورية بشكل شبه تام.

من جهته، يشكك ربيع ناصر، الباحث في المركز السوري لأبحاث السياسة العامة في دمشق، في أن تدفع العقوبات الاقتصادية نظام دمشق إلى تغيير سياساته. 
ويقول الباحث السوري، الذي يقوم بتحليل حالة الاقتصاد في بلاده من خلال تقارير مُعدة للأمم المتحدة، بأن "العقوبات تؤثر بالسلب على حكومة  النظام ، لكنها تضر أيضاً بالشعب السوري".
فبسبب تجميد أوروبا لأرصدة النظام، يفتقر القطاع الصحي في سوريا مثلاً إلى المال الكافي لدعم الخدمات الصحية. 

ويقول ربيع ناصر "إن الحكومات الأوروبية تعرف هذه الحقيقة، لكنها تريد أن تظهر أمام شعوبها بأنها لا تقف موقف المتفرج أمام الأحداث التي تشهدها سوريا".
ويعيش 60 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، أي ضعف ما كان عليه الحال قبل الحرب.

ترك تعليق

التعليق