وفق أرقام النظام حول الدعم.. لكل عائلة في ذمة الحكومة أكثر من 8 آلاف ليرة !!

تستمر حكومة النظام السوري بلعبة أرقام الدعم، ويومياً تطلعنا على أرقامٍ جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، ليكتشف أن توزيعها على المواطنين "كحصة ناشفة" كما يقال أكثر جدوى.

تحدثت حكومة النظام مؤخراً عن دعم للمازوت والبنزين والدقيق وصل حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي إلى 157 مليار و878 مليون ليرة.

قبل تحليل مليارات الدعم علينا الإشارة إلى الأسعار العالمية وفق سعر الدولار بحدوده العليا، فسعر ليتر المازوت على دولار 170 هو 134 ليرة، في حين أن سعر البنزين هو 117 ليرة، أما بالنسبة للقمح فالنظام يشتري القمح من المواطن بسعر 38 ليرة بأقل من سعره العالمي الذي يتجاوز 43 ليرة وبذلك تكون كلفة كيلو الخبز على مازوت بسعر 65 ليرة هو 60 ليرة، في حين يروّج الإعلام المقرب من النظام أن سعر كيلو الخبز يكلف الحكومة 110 ليرات، وإذا أردنا حساب الأسعار وفق دولار النظام على سعر 139 ليرة، فالأسعار ستكون في بعض الأحيان أقل من السعر العالمي كسعر البنزين.

وإلى جانب ذلك علينا الإشارة أيضاً إلى أن الإنتاج المحلي من البنزين في الأحوال الطبيعية كان يغطي حاجة الاستهلاك المحلي، وإنتاج المازوت كان يغطي حوالي 50 % من الاستهلاك المحلي، وبالتالي التحليل الرقمي هو تقريبي وليس دقيقا، ويعطي الرقم في أقصى حالاته، عبر وصوله أولاً لكل المواطنين وهذا غير قائم حالياً، ويسعر صرف دولار مرتفع، وعلى فرضية أن كامل الاستهلاك من المحروقات مستوردة.

وبالرجوع إلى مليارات الدعم التي تحدثت عنها حكومة النظام، فلكل مواطن منها ما يقارب 6800 ليرة، إذا اعتبرنا أننا في وقت الاستقرار وهناك 23 مليون مواطن متواجدون على الأراضي السورية ويتلقون الدعم كما كان عليه الحال قبل ثلاثة أعوام، ما يعني أن الأسرة المكونة من خمسة أشخاص حصلت على دعم خلال تسعة أشهر يقارب الـ 34 ألف ليرة، لا تحصل العائلة منها إلا على 25700 ليرة أيضاً وفق معطيات الأرقام، إذا افترضنا أن كل العائلات تستفيد من كافة أشكال الدعم بما فيها دعم البنزين.

ولتوضيح ذلك يمكن إجراء بعض الحسابات، إذا كانت كل عائلة يومياً تستهلك كيلو خبز، ما يعني أنها تحصل على دعم بقيمة 12150 ليرة خلال تسعة أشهر، وهذا الدم هو عبارة عن الفرق بين السعر الرسمي وسعر التكلفة والتي تصل إلى "45 ليرة"، أما بالنسبة للمازوت فكل عائلة لا تحصل على أكثر من 100 ليتر من المازوت، هذا في أفضل الحالات لأن معظم العائلات لا تحصل على مخصصاتها ولم يتم صرف قسائمها من المازوت، وبالتالي فإن دعم المازوت لكل عائلة هو 5900 ليرة.

وفيما يخص البنزين فسنقوم بحسابه افتراضياً، وهو وفق دعم كل ليتر فإذا كانت كل مركبة تستهلك شهرياً 50 ليترا من البينزين فالنظام يدفع فرق أسعار ما يقارب 850 ليرة لكل مركبة، وعلى مدار تسعة أشهر تصل التكلفة إلى 7650 ليرة.

مجموع الدعم وفق الأرقام السابقة هو حوالي 25700 ليرة، ما يعني أن للعائلة في ذمة حكومة النظام ما يقارب 8300 ليرة، خلال الأشهر التسعة الماضية، وهنا يرى أحد خبراء الاقتصاد الذي فضل عدم ذكر اسمه أن تسعير المحروقات والخبز وفق السعر العالمي وتوزيع الدعم نقداً على المواطنين سيكلف أقل مما يدعي النظام، ويشرح الخبير أن النظام يضم حاجاته العسكرية من طعام ومازوت وبينزين إلى أرقام الدعم المقدم للمواطن، ويقوم بتعظيم الأرقام، وهذه لعبة قديمة وليست جديدة لدى حكومة النظام.

ترك تعليق

التعليق