"حريم السلطان" يُنعش "المناطقية" وتهجم فيسبوكي على "الشوام".. وردود

أثار خبر حفل "حريم السلطان" في منتجع يعفور جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام، وجدلاً أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي، نحا في بعض حالاته إلى المناطقية، ليدفع بالعشرات من التعليقات والبوستات باتجاه تعميم أوصاف مسيئة على الدمشقيين عموماً، أو على الأقل، تصنيفهم في خانة مواليي النظام.

وكان الخبر الذي تناقلته بسرعة صفحات التواصل الاجتماعي عن حفل يعفور، قد تضمن الإشارة إلى أن معظم من نظّمه وحضره من فتيات وسيدات، ينحدرن من "عائلات دمشقية عريقة".

فكانت نتيجة هذا التوصيف أن كَثُرت التعليقات المتحاملة على الدمشقيين في حالة من التعميم المُسيء، ما دفع بعض الناشطين والمعلقين إلى كتابة بوستات ردّ، يطالبون فيها بعدم تعميم أي وصفٍ أو موقفٍ على سكان منطقة بعينها.

من أشهر البوستات بهذا الصدد، ما كتبه الإعلامي "سمير متيني" على صفحته في الفيس بوك، وقمنا بنشر مقتطفات منه في الخبر المخصص عن الحفل.

كتب متيني تحت عنوان "دمشق المحتلة، وحقيقة جمهور حفل حريم السلطان":

"لا للتعميم: للأسف من دُعي للحفل وحضره من عائلات حفار ودباس والتاجر والجعفري وغيرهم مما يسمون (بعائلات دمشقية عريقة) ليس بالضرورة أنهم يمثلون دمشق العريقة، ففيصل مقداد وفاروق الشرع وخالد العبود وأحمد الحاج علي وغيرهم من أزلام النظام لا يمثلون درعا وأهالي حوران الأبطال. في كل مدينة هناك نماذج سيئة ومخجلة ولست مع التعميم، فمدينة دمشق وريفها مازالتا تتصدران المشهد الثوري في سوريا، ودمشق وريفها قدمتا العدد الأكبر من الشهداء.
دمشق تكاد تكون خالية من الشوام الأصليين، معظمهم هاجر خارج البلاد والبقية سكنوا بالريف الدمشقي وما تبقى في دمشق هم من عائلات السلطة وشركائهم، لقد بات الدمشقيون في دمشق كالهنود الحمر في واشنطن ...!!!".

ومن الردود التي كانت أكثر حدّة تجاه حالة التعميم على مجمل الدمشقيين، بوست لـ Malek Alhazien، تداوله بعض الناشطين، جاء فيه الآتي:

بالنسبة لموضوع بنت وليد المعلم والحفلة اللي عاملتها:
"بيت المعلم شيعة متل ما قال الأخ. والشام قبل مية سنة ما كان فيها شيعي، كلهن إجو من لبنان والعراق وإيران.
ولا حدا يلوم الشوام .. وقت اعتصموا الشوام الأصليين بالجامع الأموي قبل حرب 67 بشهور، وفاتت الدبابات وكسرت باب الأموي وسحقتهن بقلب الجامع وحملوا القتلى مع الجرحى مع المعتقلين بالقلابات على سجن المزة، ما حدا بباقي المحافظات فتح تمو (ما عدا مروان حديد بحماة)، وبعدها أضربت دمشق وقتها شهور وكسر النظام الأقفال واحتلوا المحلات واعتقلوا صحابها وما حدا حكى.

وعلى فكرة مدينة دمشق اليوم فيها 8 ملايين نسمة، منهن مليون وميتين ألف شامي فقط، والباقي من باقي المحافظات وقسم كبير منهن لاجئين. وفي حواليها بمناطق المخالفات مليون ونص علوي مسلحين على الأقل. وفيها سبع فرق عسكرية منها قوات النخبة. وشباب دمشق اللي هنن بالأصل ساكنين كلهن تقريباً بريف دمشق بسبب غلاء البيوت الرهيب بدمشق، عم يقاتلوا بريف دمشق هلأ. ولو بدي عد أسماء الشهداء منهن ما بخلص من هلأ لبكرا. وكل اللي بيعرفوا أسماء العائلات الدمشقية وبيتابعوا التنسيقيات بيعرفوا هالشي منيح.
والثورة طلعت من دمشق والتظاهرات بلشت من دمشق. وكل اللي بلشوها شوام من مروة الغميان ومعاذ الخطيب والشيخ أسامة الرفاعي ونازل....".

وبغض النظر عن حدّة اللهجة أو دقّة الأرقام والمعطيات التي وردت في البوست الأخير، فإن المُتفق عليه بين العارفين جيداً بدمشق الإدارية، أن سكانها الأصليين، "الشوام"، أقليّة بشكل ملحوظ. وفي الوقت الذي يتركز فيه "الشوام" في بعض أحياء العاصمة، بحيث يغلبون على سكانه بصورة ملحوظة، تخلو أحياء ومناطق كاملة منهم، أو يشكّلون فيها أقليّة نادرة للغاية.

ويُدرك العارفون جيداً بدمشق الإدارية وسكانها، أن معظم المناطق التي يغلب عليها "الشوام" الأصليين، اشتهرت بالمظاهرات الحادة في بداية الحراك الثوري، من أبرزها الميدان وكفرسوسة والمزة – بساتين.

إلى جانب ما سبق، هناك انتشار ديمغرافي كبير للـ "الشوام" في ريف العاصمة، كما يعلم أهالي دمشق وريفها جيداً، ناهيك بطبيعة الحال، عن التجمعات ذات الطابع الديمغرافي الموالي مباشرة للنظام، دون أن يكون من أبناء العاصمة أو ريفها، بصورة مطلقة، دون أن ننسى أيضاً السكان الوافدين من كل المحافظات السورية، الذين يكتظون بدمشق، في حين يسكن جزء كبير من سكانها الأصليين في الريف.

أمام كل ما سبق، يمكن الاستنتاج بأن حالة الاختلاط الكبيرة في أصول ساكني دمشق، ونُدرة الأحياء الصافية فيها التي تحوي فقط سكاناً أصليين، أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الحراك الثوري في دمشق العاصمة محدوداً مكانياً وزمانياً، ناهيك عن التركز الأمني والعسكري الهائل في العاصمة ومحيطها، الذي يمنح النظام نقطة تفوّق على حساب الثائرين عليه. 

وقد تكون المناطقية إحدى المشكلات الرئيسية التي أضرت بالحراك الثوري، خاصةً على مستوى ثنائية "ريف – مدينة". وظهر ذلك جلياً في حلب وريفها قبل تمكن الثوار من اقتحام المدينة، وتبدى بصورة أقل سطوعاً بين دمشق العاصمة وريفها، أيضاً.

وتتبدى المناطقية حتى على مستوى "ريف – ريف"، لتتحول إلى حالة من الجهوية، والتعصب لصالح سكان المنطقة، مما فرّق الحواضن الاجتماعية للحراك الثوري، وانعكس ذلك على الحراك المسلح، وكان سقوط "السفيرة" بريف حلب، في قبضة النظام منذ أيام، إحدى النتائج المباشرة لحالة "المناطقية"، حيث يعمل كل فصيل مسلح على حماية منطقته دون مساعٍ جادة، في كثير من الأحيان، لتوحيد الصف والكلمة، وترك المناطق والبلدات التي تعاني من تركز أمني – عسكري في محيطها، وحيدةً أمام مصيرها، ومن ثم تبادل الاتهامات حول تخاذل أطراف، وتقصير أخرى.

نساء مسؤولين وتجار بدمشق يصرفن 18 مليون ليرة في حفل يحاكي"حريم السلطان" 

تناقل ناشطون إعلاميون خبراً عن صفحة "السلطة الرابعة" على الفيس بوك، يتحدث عن حفل ضخم أُقيم في منتجع "يعفور" حضرته فتيات وسيدات   المزيد   

ترك تعليق

التعليق