الغيطي أمام نيابة 6 أكتوبر بتهمة "قذف" السوريات...فهل يفعلها القضاء المصري؟

ذكر الناشط السوري "معتز شقلب" على صفحته في "فيس بوك" ما يُفيد بأن الإعلامي والمذيع المصري، "محمد الغيطي"، سيمثُل اليوم أمام نيابة 6 أكتوبر قرب القاهرة، في الجلسة الثانية من التحقيقات في قضية مرفوعة عليه بتهمة "السب والقذف" في حقّ السوريات.

وتعهد شقلب، في البوست الخاص به، أنه سيبقى يُلاحق الغيطي عبر القضاء، مُشيراً إلى أن المحامي يوسف المطعني، وكيل السوريين بمصر، يُتابع القضية أولا بأول.

وكان شقلب، وهو رجل أعمال سوري مُقيم في مصر منذ أكثر من عشرين عاما، قام بنشاطات سياسية موالية للثورة السورية في مصر، ومن ثم انضم للمجلس الوطني المعارض حين تشكيله، قبل أن يحصل الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي مطلع صيف هذا العام، وما تلاه من حملة تشهير إعلامية مصرية مسيئة للسوريين، الأمر الذي دفع شقلب إلى رفع دعوى قضائية ضد الإعلامي المصري، محمد الغيطي، بتهمة إهانة وسب "الحرائر السوريات"، ومن ثم قامت السلطات المصرية باتخاذ قرار بترحيل شقلب من مصر بصورة مفاجئة ودون إعلامٍ مُسبَقٍ له.

وترافق ذلك التعميم والتشهير الإعلامي المصري الذي نال من السوريين بُعيد الانقلاب، بخطاب مُهين من جانب بعض الإعلاميين المصريين، من بينهم "محمد الغيطي" الذي تحدث في برنامجه في قناة "التحرير" المصرية، في تموز / يوليو الماضي، عن أن السوريات يقدمن أنفسهن في "جهاد النكاح" لأنصار مرسي في اعتصام رابعة العدوية.

وتبنى الغيطي في تسجيل مُتداول له بكثرة على اليويتوب، قصة "جهاد النكاح"، وتحميل فتواها للشيخ السعودي، محمد العُريفي، الذي كان قد نفى مراراً هذه المزاعم، مؤكداً بأنها مفبركة عليه، وأن لا شيء في الإسلام يُسمى "جهاد النكاح".

الغيطي نقل عن تقارير إخبارية في صحف بريطانية بخصوص "جهاد النكاح"، لكنه أضاف عليها شيئاً من تحليلاته، ناهيك عن معطيات نقلها عن مصادر خاصة به، وقال في التسجيل المُشار إليه: "حول نكاح المجاهدة فى رابعة العدوية ..طبعا انتو عارفين نكاح المجاهدة هو سيناريو الستات وخاصة السوريات بيعرضوا نفسهم على الرجال المناضلين المجاهدين والمهر تمرة ولا ربع جنيه لتحفيز الرجال المناضلين على مواصلة دعم مرسي".

وأضاف أن هناك سوريات يقمن بنكاح الجهاد مقابل 50 جنيها للساعة حسب الجدول المعدّ لذلك: "وعملوا إعلان بيقولك الساعة بخمسين جنيه ولا بكام لكل واحد وزوجته يروح يمارس الحياة الزوجية....".

لاحقاً نفى "الغيطي" أن يكون قد قصد الإساءة للسوريات، مؤكداً أن عنوان التسجيل المُشار إليه، والذي تم تناقله بكثرة في "يوتيوب"، لا علاقة له بمضمون الموضوع، وأشار، في حديث مع أحد القنوات المصرية، إلى أن السيدات السوريات مثلهن مثل العرب ولا يمكن أن يقول ذلك عنهن، مبدياً أسفه عن ما قاله ولم يصل بالشكل الصحيح، كما اعتذر عن سوء فهم كلامه تجاه السيدات السوريات.

لكن متابعة التسجيل المقصود يؤكد أن الغيطي تبنى قصّة "جهاد النكاح"، وتحدث على أنها "كاتلوك" يتم تكراره في كل الحالات، مع الجيش الحر في سوريا، وأيضاً في رابعة العدوية بمصر.

وكانت قناة "التحرير" التي تبث برنامج "الغيطي" قد اعتذرت عن الإساءة للسوريات، بعد أن أثار كلام الإعلامي المصري استنكاراً ملحوظاً من جانب كثير من المصريين.

وبالعودة إلى البوست الخاص بـ شقلب، والذي تحدث فيه عن مثول الغيطي أمام النيابة بـ 6 أكتوبر اليوم، علّق بعض المصريين محذرين من التعويل على القضاء المصري الخاضع تماماً لتوجيهات السلطة الحاكمة في مصر، والتي يعمل الغيطي، والكثير من الإعلاميين المصريين حالياً، وفق أجنداتها.

في مقابل ذلك أشار معلقون إلى أنهم يراهنون على القضاء بالفعل، ويريدون انتظار ما سيحدث كي يحكموا إن كان القضاء المصري بات مسيساً بالكامل حقاً، أم ما يزال يحتفظ بهامش من استقلاليته التي عُرف بها نسبياً، مقارنةً بمعظم السلطات القضائية النظيرة له في دول عربية أخرى.

ترك تعليق

التعليق