مقابل كل "قتيل" رأسان من الماعز.. النظام يساوم السويداء على أرواح أبنائها

قامت حكومة النظام بتوزيع منحة على أهالي السويداء التي فقدت معيلها، وهذه المنحة تمثلت برأسي ماعز جبلي لكل عائلة، لتشمل هذه "المكرمة" 60 أسرة ريفية من ذوي القتلى الذين قضوا بفعل الأحداث.

ووفقاً للخبر فإن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة السورية لشؤون الأسرة في السويداء أطلقت برنامج المنح الإنتاجية المجانية للأسر الريفية التي فقدت معيلها جراء الأزمة.

وأشار وزير الزراعة في حكومة النظام أحمد القادري إلى أن هذا المشروع مشترك لتكريم أسر الشهداء في السويداء التي فقدت معيلها من شهداء مدنيين ومخطوفين ومصابين من خلال منحة إنتاجية عبارة عن رأسين من الماعز الجبلي لكل أسرة حيث شملت المنحة الإنتاجية 60 أسرة ريفية من ذوي الشهداء والمخطوفين والمفقودين".

وأثار هذا الخبر موجة عارمة من الانتقادات لدى أبناء المحافظة، حيث نقلت تنسيقية محافظة السويداء النبأ ساخرةً من محتواه حيث كتبت على سبيل الاستهزاء "يعلن النظام الأسدي في السويداء عن استبدال كل قتيل كرمى الأسد برأسين حلال حلوبين، بادر بالمشاركة وقدِّم أحد أفراد أسرتك لتحصل على رأسين من الماعز الجبلي، وهناك إشاعة أن اسم الحملة ليش قاعد وقاطع أملك وأملي؟ ... انقتل وجيب لأهلك راسين ماعز جبلي".

وسخر الناشطون من تعامل النظام مع هذه المحافظة التي بقيت مهملة طيلة عقودٍ مضت، ويعاني أبناؤها من فقرٍ شديد، حيث يقول ناشط فضل عدم ذكر اسمه: "يحاول النظام التقرب من أبناء المحافظة وتعويضهم عن كل القتلى التي تقضي يومياً، فالمحافظة تستقبل يومياً ما يزيد عن خمسة من أبنائها ممن يموتون وهم إما يخدمون في الخدمة الإلزامية وهم لا يستطيعون الانشقاق، ويتم إرسالهم مباشرةً إلى المناطق الساخنة، ووضعهم في خط المواجهة الأول، وإما شبيحة ممن استطاع النظام استمالتهم وهم من أسفل الهرم الاجتماعي في المحافظة".

ومن الناحية الاقتصادية فإن العائلات في المحافظة تعاني فقراً شديداً قبل اندلاع الثورة وقبل أن تخسر أبناءها في معركة النظام ضد الشعب، ليكون الحال اليوم أشد سوءاً الآن، ليقوم النظام بعملية "ضحك على اللحى" كما يقال لاستمالة أبناء المحافظة بتوزيع عدد قليل جداً من رؤوس الغنم "فقط ما يكفي لستين عائلة"، وإذا كان رأس الغنم الواحد بـ 100 ألف ليرة فإن النظام يكون قد دفع مقابل القتلى من أبناء السويداء حوالي 12 مليون ليرة سورية فقط.

لكن الناشطين ينوهون بأن النظام في هذا الإجراء يوجه رسالة واضحة إلى مؤيديه، وهي أن أرواحهم وأرواح أبنائهم لا تكلفه إلا بضعة ملايين من الليرات، لا أكثر ولا أقل.

ترك تعليق

التعليق