الأطفال أول شهداء الجوع في الغوطة الشرقية

بعد أن خسرتهم بفعل الرصاص والذبح والكيماوي، بدأت الغوطة الشرقية بتشييع أطفالها ممن قضوا بسبب الجوع ونقص التغذية وغياب الدواء.

أولى شهداء الجوع كانت الطفلة فرح عيطوط من مدينة المليحة، لا يتجاوز عمرها العام الواحد، ولم تذق الحليب منذ ثلاثة أشهر، وعجزت والدتها عن إرضاعها بسبب نوبة رعبٍ أصيبت بها، جرّاء القصف العنيف على منزلها.

وفي سقبا وقبل يومين استشهدت الطفلة ريناد ولا يتجاوز عمرها السنة وشهرين، والسبب حسب الأطباء "نقص التغذية"، وتسمم والدتها جراء الإفراط بتناول (فول الصويا) الذي يستخدمه الأهالي عوضاً عن القمح غير المتوفر، حيث باتوا يقومون بطحن كل ما يتوفر من الحبوب "بما فيها علف الحيوانات" وتحويلها إلى خبز.

ولم ينته مشهد الموت هنا، ففي حرستا وقبل بضعة ساعاتٍ استشهد طفل رضيع بسبب انعدام الحواضن والدواء والغذاء، الناجمة عن حصار الغوطة.

أولى ضحايا الجوع في الغوطة الشرقية هم من الأطفال، حيث لم تسجل في السابق أي حالة وفاة بسبب الجوع، رغم اشتداد الحصار عليها في الشهرين الفائتين، لا سيما بعد إغلاق حاجز المخيم.

ووفقاً لإحصائيات إدارة المجالس المحلية في الغوطة الشرقية، فإن الأطفال يمثلون 42 % في المئة من إجماليِّ تعداد السكان، ويذكر أن معدل الولادات في الغوطة الشرقية تصل إلى ثمانمائة ولادة شهرياً، بينما بلغت نسبة الأطفال في سن الرضاعة أربعةَ عشرَ في المئة من مجملِ عددِ الأطفال، في حين يبلغ عدد الأطفال الرضع نحو 71 ألفا, يحتاجون شهرياً إلى 185 ألفَ علبة حليبٍ من مختلف الأصناف، و200 ألفِ كيسٍ من فوط الأطفالِ, بالإضافة إلى اللقاحاتِ والأدويةِ الموسمية.

وإلى جانب عدم توافر حليب الأطفال ودوائهم واحتياجاتهم، أيضاً تعاني الأمهات من نقصٍ في الغذاء يمنعهن من الإرضاع، وهو ما يزيد من سوء التغذية عند الأطفال، حسب ما يشير ناشطون ممن وجهوا العديد من النداءات للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، لإنقاذ أطفال الغوطة.

ترك تعليق

التعليق