"اقتصاد" ترصد مروياتٍ وظواهر تؤشر لمساعي "تشييع" دمشق ديمغرافياً وثقافياً

يتداول العديد من سكان دمشق وريفها في تعليقات على مواقع إلكترونية وفي صفحات الفيس بوك، أنباءً عن خطوات متكررة لتغيير ديمغرافية دمشق ومناطق أخرى قريبة منها في الريف، بدعم مباشر أحياناً، وبغضٍ للطرف أحياناً أخرى، من جانب نظام الأسد وأجهزته الأمنية والعسكرية.

فقد رصدت "اقتصاد" تعليقات في عدة مواقع الكترونية وصفحات خاصة وعامة على الفيس بوك تتحدث عن قيام شبكات شيعية مرتبطة بالنظام بفتح عشرات المنازل المهجورة ليهود دمشق المهاجرين منذ عقود، في الأحياء القديمة للعاصمة، وإسكان عائلات شيعية عراقية ولبنانية فيها.

وقد أكدت سيدة سورية في تعليقٍ في أحد المواقع الالكترونية ذلك، مشيرةً إلى أن منزلها القديم في العاصمة تم الاستيلاء عليه من مجموعات شيعية مرتبطة بالنظام، يغلب عليها العنصران اللبناني والعراقي، ولم يستطع أقارب السيدة داخل العاصمة القيام بأي شيء لمنع ذلك.

كما ذكر أحد المعلقين في موقع الكتروني آخر أنه حينما ذهب للاطمئنان على مزرعته على طريق المطار، وتفقد الشجيرات التي سبق أن زرعها هناك، فُوجئ بأن مزرعته محتلة من فصيل شيعي مسلح يرفع أعلاماً سوداء، واتضح أنهم عراقيو الجنسية، وقد منعوه من دخول مزرعته، ولم يستطع القيام بأي شيء لاستعادة الحيز المملوك له من تلك الأرض.

في السياق نفسه، تحدث أحد سكان العاصمة دمشق على إحدى صفحات الفيس بوك أن الشيعة يقومون حالياً باستيطان جادات قاسيون العليا المطلة على حي المهاجرين وكامل مدينة دمشق، مع أن المنطقة منطقة مخالفات يحظر البناء فيها، وكانت المحافظة قد وجهت إنذارات لسكانها بالهدم، إلا أن الشيعة يحصلون بطريقة ما على رخص للبناء في ذات المنطقة، ويتم غض الطرف عنهم.

ويتفق مغترب سوريّ مع الرأي الأخير، إذ كتب على إحدى صفحات الفيس بوك معطيات ومعلومات تتحدث عن مخطط لإحاطة دمشق وفصلها عن كل ما حولها بمستوطنات علوية في الغرب والشرق، ومستوطنات علوية وشيعية في الشمال، وأخرى شيعية في الجنوب، وذلك عبر شيعة مستجلبين من لبنان والعراق، بغية تغيير التركيبة الديمغرافية لدمشق وما حولها، وتغيير وجه دمشق المعروف، وإبقاء أقلية من سكانها الأصليين محصورين في بضعة أحياء مركزية في قلبها.

ويبدو أن المخطط سيُستكمل باحتلال المعضمية وداريا، حيث سيتم وصل دائرة المستوطنات المحيطة بدمشق، وإحكام الطوق تماماً.

وبهذا الصدد، ذهب مراقبون إلى تفسير كثافة قذائف الهاون التي باتت تستهدف مناطق المسيحييين في دمشق في الآونة الأخيرة، على أنها مخطط من جانب النظام لتهجير المسيحيين، بغية الاستيلاء على مساكنهم بقلب العاصمة، كما يتم حالياً في مساكن اليهود، فقد أنكرت العديد من الفصائل المسلحة للمعارضة مسؤوليتها عن عشرات قذائف الهاون التي تساقطت بكثافة في الأسابيع الأخيرة على باب توما والقصاع وشارع بغداد بقلب العاصمة دمشق، وجرمانا الموجودة في أحد مداخلها على الريف.

وكان نشطاء قد تداولوا مؤخراً تسجيلاً على اليوتيوب لاحتفال "لطميات" شيعي أُقيم في سوق الحميدية المسقوف بقلب العاصمة القديم، وبصورة علنية أمام أصحاب المحلات والمارين، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في دمشق، إذ لم يسبق أن شهدت مناطق في العاصمة دمشق احتفالات طقسية شيعية علنية خارج مناطقهم الخاصة بهم في الست زينب تحديداً، الأمر الذي أثار استياء واستنكار الكثير من سكان العاصمة، ومخاوفهم من أن يكون ذلك خطوة في سياق مخطط لتشييع العاصمة قسراً، ديمغرافياً وثقافياً.

وكان تقرير إعلامي لأحد المجلات السورية قد تحدث بالتفصيل عن شيوع تسجيل أغاني طائفية خاصة بالشيعة، فيها الكثير من الإهانة والاستهداف للسنّة، وتشغيلها على الملأ، في حواجز قوات النظام في قلب العاصمة وأطرافها، بالتزامن مع قيام الكثير من الشيعة والعلويين بتشغيل هذه الأغاني في سياراتهم ومحلاتهم علناً، إلى جانب قيام بعض السنّة بتشغيل هذه الأغاني أيضاً في سياراتهم حين المرور من حواجز للنظام بغية تلطيف الأجواء مع عساكره، والحصول على تسهيلات من جانبهم، في شكل من أشكال التزلّف الطائفي الذي بدأ يشيع في مناطق من العاصمة السورية دمشق.

يبقى أن نذكر أن الشيعة الإثني عشرية هم أقليّة صغيرة جداً في قلب العاصمة دمشق، ولهم عائلات ومناطق وأحياء معروفة في المدينة التي يغلب عليها الطابع السنّي طوال التاريخ الإسلامي منذ أكثر من 14 قرناً. أما ما يحصل اليوم من تغيير ديمغرافي فيتم بالاستناد إلى شيعة تم استقطابهم من العراق ولبنان، لا ينتمون لنسيج دمشق الديمغرافي التاريخي.

ترك تعليق

التعليق