"باص الشبيحة الأخضر" يعود للعمل لأغراض النقل داخل دمشق

انتهى النظام من استخدام باصات النقل الداخلي لأغراض "التشبيح"، ليعيدها إلى وظيفتها الطبيعية حيث من المقرر أن تعود للخدمة داخل دمشق في الأيام القليلة القادمة، بعد أن خرج 90 % منها من الخدمة حسب مصادر النظام نفسه.

ذاكرة السوريين ما زالت زاخرة بذكريات "الباص الأخضر" المكتظ بالشبيحة المسلحين التي كانت تأتي لفض المظاهرات منذ بداية الثورة، واعتقال المشاركين بها داخل الباص، الذي تحول إلى مقر اعتقالٍ متنقل، وخرجت عنه مئات مقاطع الفيديو التي تحدثت عن عمليات تعذيب المعتقلين في داخل الباص.

عدد الباصات المقرر عودتها للعمل هي 150 باص، بعد أن تم إعادة تأهيليها، رغم أنه وقبل شهرٍ تقريباً كان مدير "الشركة العامة للنقل الداخلي" يتحدث عن الأضرار التي تعرض لها عدد كبير من تلك الباصات، مشتكياً من عدم توفر قطع الغيار اللازمة للصيانة، لتأتي عودتها اليوم بحجة شكاوي المواطنين من الازدحام وفق ما نقلته الصحف المقربة من النظام.

وكان النظام قد ترك ساحة النقل الداخلي للشركات الخاصة التي تحقق أرباحاً هائلة على حساب جيوب المواطن وراحته، حيث تعمل في دمشق على تسعة خطوط رئيسية، ورغم انتهاء عقودها منذ عدة أشهر إلى أن النظام تغاضى عن ذلك واستمرت هذه الشركات في العمل، مستغلةً حاجة المواطن للنقل في ظل الازدحام الشديد وغياب البدائل.

وتضاعف استغلال الشركات الخاصة بعد أن قطع النظام أوصال المدينة بالحواجز وإغلاق الطرق الرئيسية، حتى بات اجتياز 2 كيلو متر يحتاج إلى أكثر من ساعة ونصف في السيارة، إلى جانب أزمة المحروقات التي تجعل من الخيارات شحيحة أمام المواطن، فالعديد من "السرافيس" تمتنع عن العمل أو تختصر خطوط سيرها إلى النصف، ما دفع الناس إلى اجتياز المسافات مشياً على الأقدام.

ترك تعليق

التعليق