هنا الغوطة.. الفاصولياء أغلى من اللحمة، والغاز "ملك المستحيلات"!!

خلافا للمتوقع، وفي دليل على التدهور الزراعي الذي ألحقته حرب النظام على الغوطة المحاصرة تحلق أسعار الخضراوات إلى مستويات خيالية، قياسا إلى أرض صحراوية، فما بالك بمستوى هذه الأسعار في أرض زراعية من الطراز الأول.

ففي أحدث نشراته عن أسعار بعض المواد في الغوطة المحاصرة، بين المكتب الإغاثي، أن سعر كيلو البندورة إلى 350 ليرة، رغم أنه في باقي مناطق الريف يقارب 60 ليرة، ومثله كيلو الباذنجان.

أما الفاصولياء فهي أعجوبة الأعاجيب، إذ قفز سعر الكيلو الواحد منها إلى 900 ليرة، فيما هي تقارب 200 ليرة في باقي مناطق الريف غير المحاصر، ولكن اللافت أكثر أن سعر كيلو لحم العجل أقل من سعر كيلو الفاصولياء بـ200 ليرة، وهو ما يمكن رده حسب معلومات متقاطعة وصلت "اقتصاد" إلى صعوبة إخراج أي حيوانات من الغوطة وقلة العلف، الأمر الذي يدفع إلى ذبحها وكثرة المعروض منها.

ورغم الغلاء الفاحش في أسعار الخضار فإنها تبدو "متواضعة" إذا ما ألقينا نظرة على أثمان الوقود، الذي لابد منه لتسيير كثير من الأمور، مثل المركبات، ومولدات الكهرباء، ومضخات المياه، فضلا عن أهميته القصوى للتدفئة في فصل الشتاء القارس.

وفيما يبلغ السعر الرسمي للبنزين قرابة 100 ليرة للتر الواحد، يدفع أهالي الغوطة 27 ضعفا لهذا السعر (أي 2700 ليرة للتر)، وليس المازوت بمنأى عن هذا الجنون السعري، حيث يباع اللتر الواحد بـ2000 ليرة، في حين أن سعره الرسمي 65 ليرة.

ومع كل هذه الأسعار الخيالية، التي تجعل من اقتناء الوقود "سرابا"، فإن الحصول على أسطوانة غاز يتربع على عرش المستحيلات بالنسبة للغوطانيين، فهي غير متوفرة إطلاقا، لا بـ10 آلاف ولا حتى بـ50 ألف ليرة، علما أن سعرها كان يتراوح قبل فقدانها مؤخرا بين 10 و 15 ألف ليرة.

أما الشيء الذي لاتختلف فيه الغوطة المخنوقة بالحصار عن باقي مناطق البلاد، فهو سعر العملات من دولار ويورو وريال وخلافه، وكذلك سعر الذهب!

ترك تعليق

التعليق