نور السوريين كفاية!النظام يمنع الكهرباء حتى عن المناطق القابعة تحت سيطرته

يعيش السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام نصف حياتهم ينتظرون عودة الكهرباء، دون معرفة ما إذا كان هذا الانقطاع ناجماً عن الأعطال أم التقنين.

مدة الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي تزيد عن 8 ساعات، لتزداد مأساة السوريين مع قدوم الشتاء وارتفاع أسعار المحروقات وشحها، حتى بات معظم الاعتماد على المدافئ الكهربائية، وهذا ما تجد فيه وزارة الكهرباء في حكومة النظام مبرراً لها لزيادة ساعات التقنين، حيث تلوم المواطن على عدم ترشيد الاستهلاك والضغط على القطاع الكهربائي، في حين يعتبره المواطن حق مشروع في ظل رفع الدعم وتدني الدخل.

العائلات السورية تختار دفئها متدثرةً بالأغطية، فمن حصل على قسيمة للمازوت لم يستطع الحصول عليها بسبب العجز المادي، وهو حال عائلة "أبو وليد" الذي يقول: نحن كمئات العائلات السورية، نحمد الله أننا نعيش في بيوتنا، وإن كنا نعيش على ضوء الشموع التي وصل سعر الواحدة منها إلى 30 ليرة، والشواحن الكهربائية ردئية التصنيع ولا تستمر في أفضل الحالات لأكثر من ساعتين، لا يمكن أن تفعل شيئا في ظل انقطاع الكهرباء لمدة 8 ساعات، أما الدفء فلا سبيل أمامنا إلا الاستعانة بكل ما في البيت من الأغطية.

وبعض السوريين استعاض عن مدافئ الكهرباء والغاز والمازوت بمدافئ الحطب، التي باتت سبيلهم للدفء وحتى كبديلٍ عن الغاز المنزلي.
وليست المشكلة فقط في الضوء والدفء، وإنما أيضاً لانقطاع التيار الكهربائي نتائج كارثية على أصحاب المهن، حيث يقول أحمد "أعمل حدّادا في منطقة يفترض أنها آمنة وليس فيها أي مواجهات عسكرية، ولا نجد الورشة لنعمل بها إلا "بطلوع الروح" كما يقال، لكننا نتوقف عن العمل الذي نعيش منه بسبب انقطاع الكهرباء، لا نستطيع شراء المولدات، لأن الأدوات تتطلب تيار كهربائي عالي، وبالتالي أنا بورشتي المتواضعة أحتاج إلى 400 ألف ليرة لشراء المولدة، علاوةً عن تكلفة المازوت أو البينزين لتشغيلها، وعملي متعطل منذ أكثر من عشرة أيام بسبب الكهرباء.

حال ورشة أحمد هو حال غالبية أصحاب المهن، سواء التجارين أو الخياطين... إلخ، وحتى محلات البقالة، تخسر غالبية بضائعها، هذا على صعيد الأفراد وأصحاب الدخول المتواضعة، ليكون الحال أسوأ بالنسبة لما تبقى من المصانع والمعامل العاملة في سوريا.

ويحاول السوريون إيجاد البدائل، عبر بطاريات السيارت المعدلة إلكترونياً لتكون كفيلة بتشغيل الكهرباء المنزلية، لكنها لا تعمل أكثر من أربع ساعات، وتحتاج إلى مدة كافية من الشحن وفي فترة عملها لا تحتمل أكثر من الإنارة إلا ستتعرض للتعطل، علاوةً عن أسعارها المرتفعة "وصلت إلى 40 ألف ليرة" إلى جانب ما تحتاجه من تمديدات وصيانة.

وبينما يستطيع السوريون القاطنون في المناطق التي مازالت تحت سيطرة النظام التمتع ببضع ساعاتٍ من الكهرباء، فإن السوريين القابعين تحت الحصار محرومون من نعمة الكهرباء منذ ما يزيد عن عام، ويحاولون الاعتماد على المولدات والبطاريات. 

يذكر أن تكلفة إعادة تأهيل شبكات توزيع الكهرباء تصل إلى 1.2 مليار دولار لـ 2.4 مليون منزل مدمّر، وذلك حسب إحصائيات مجموعة عمل اقتصاد سوريا.

ترك تعليق

التعليق