البنوك تخشى امتناع الفقراء عن تسديد القروض أسوة بكبار الممتنعين بعد فضح أسمائهم

احتج مدراء المصارف والبنوك العاملة في سوريا على نشر أسماء الممتنعين عن سداد قروضهم من كبار التجار، لكن هذا الاحتجاج لا يأتي بسبب حرصهم على القواعد والأعراف المصرفية والتي تتضمن سرية البيانات، لكنه يأتي خوفاً من امتناع الفقراء عن تسديد ما عليهم من قروض.

ما تم تسريبه للإعلام المقرّب من النظام، من أسماء المتعثرين عن سداد ديونهم من كبار التجار والصناعيين، تم توثيقها بقيم القروض وأسماء البنوك المقرضة، والتي وصلت إلى ما يزيد عن 20 مليار ليرة، موزعة على مختلف البنوك السورية، لكن مدراء المصارف نفوا حيناً تعثر هذه الأسماء بسداد ما عليها من قروض، وحيناً آخر اعتبروا أن في نشر هذه الأسماء ضرراً في عمل البنوك.

وأتى هذا الرفض على لسان رئيس غرفة صناعة دمشق وريف دمشق "باسل الحموي" الذي أكد على أن "مديري المصارف الخاصة أعلنوا رفضهم لطرح أسماء صناعيين وتجار مقترضين من المصارف على أنهم متعثرون في السداد وهم غير متعثرين، لما له من أثر على امتناع الناس عن السداد، ما يتسبب بضرر للمصارف بشكل خاص وللاقتصاد الوطني بشكل عام".
وأوضح أن مصرف سوريا المركزي رأى أن تدرس كل حالة على حدة دون التشهير بها.

وكانت حكومة النظام قبل عامين تحاول تقديم بعض التسهيلات لضمان سداد القروض، عبر جدولة بعض القروض، لكن حالة العوز التي يعيشها السوريون اليوم تمنعهم من تسديد قروضٍ ترتفع حجم فوائدها، في الوقت الذي قام به التجار والصناعيون في تهريب أموالهم، واستجرار قروضٍ امتنعوا عن سدادها، لا سيما أن الأسماء التي تسربت إلى الإعلام هي من الفئة الوحيدة التي كانت مستفيدة من ليبرالية الاقتصاد السوري في السنوات السابقة للثورة "وقطفت ثمار النمو" على حساب السواد الأعظم من المجتمع السوري. 

كما أوقفت حكومة النظام ومنذ العام الأول للثورة جميع القروض، حتى المضمون منها، في كل البنوك العاملة في سوريا، كما رفعت نسبة السيولة النقدية التي يجب توافرها لدى البنوك من 20 % إلى 30 %، في الوقت الذي تعاني منه البنوك من حركة سحوبات كبيرة منذ الأشهر الأولى للثورة، وامتناع المودعين عن التوجه للبنوك خوفاً من إعلانات إفلاساتٍ محتملة.

النظام يفتح النار على رجال أعماله الذين غذاهم من دماء الشعب وثروات البلد المنهوبة 

مها عساف وخالدة شاكر دخلتا بقوة في قائمة القروض المعدومة بقرضين تجاوزا 4.6 مليار ليرة. القطاع المصرفي الخاص يحصد الآن ما زرعه قبل سنوات .. المزيد

ترك تعليق

التعليق