يا مسافرين .."الهمجية" شعار الفرقة الرابعة على خط دمشق -بيروت

 لم تعد أفعال الحواجز الأمنية التي يزرعها النظام في العاصمة دمشق خفية على سكانها، فما يقومون به من حملات تنكيل بالمواطنين وتعطيل لحياتهم اليومية وخلق الاختناقات المرورية في قلب العاصمة بات ضمن الحياة الروتينية بالنسبة للسكان اليوم. ولكن إذا كانت حجة العناصر عند تفتيشهم للسيارات بطريقة همجية، خاصة تلك المحملة بالمواد الغذائية إنما هو حماية العاصمة من دخول المواد المتفجرة، فما حجتهم بالنسبة للسيارات المغادرة من دمشق إلى بيروت ولماذا يتقصدون إذلال الناس وإجبارهم على إنزال كل مايحملون حتى الأغراض الشخصية؟!!. 

بين منطقتي "يعفور" و"الديماس" يقبع حاجز الفرقة الرابعة وهو الأكثر شهرة اليوم بين الحواجز المنتشرة على أوتستراد دمشق-بيروت على اعتبار أن عناصره يعتبرون عرقلة طريق المغاردين وإيقافهم أطول وقت ممكن جزءا من مهامهم.

ولعل ماحدثتنا عنه "رنا" إنما يمثل معاناة الكثيرين أمام هذا الحاجز، حيث إن أحد عناصره أجبرها على فتح حقيبة ملابسها وبدأ بتفتيشها بواسطة (سكين) مزق بها كل الأكياس والعلب التي كانت قد وضعت بها ملابسها التي لم يسلم جزء كبير منها من التلف، وكل ذلك بحجة التفتيش، ولم تستطع "رنا" حسبما بيّنت أن تناقش العنصر خوفاً من ان يتخذ أي إجراء ضدها.

في حين أن "ريتا"، وهي التي كانت تنقل بعض الأغراض المنزلية إلى بيتها المستأجر في بيروت، لم تستطع السكوت أمام مشهد العنصر وهو يحاول تكسير الزجاج والأواني المنزلية، وما زاد الطينة بلة أن العنصر ذاته حاول منعها من السفر مع أمتعتها بحجة استشارة الضابط، وهنا أبدت غضبها -كما روت- وسألت العنصر هل أنتم جمارك أو عناصر مهمتكم الكشف عن أسلحة، ومواد محظورة ولماذا هذه المعاملة السيئة مع المواطنين؟! 
وهنا تدخل الضابط وحاول تدارك الموضوع أمام غضبها حيث أكملت طريقها بعد أن كانت قد وقفت أمام هذا الحاجز ما يقارب الساعة.

أما سائقو التكاسي على خط دمشق -بيروت فلهم معاناتهم الخاصة مع هذا الحاجز، إلا أن الكثيرين منهم استطاعوا تدبر أمورهم ببعض الرشاوي والهدايا لعناصره، كما أوضح أحدهم- الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية-.
ولفت إلى أن هذا الحاجز كغيره من الحواجز المنتشرة في العاصمة يمكن رشوته ولكن ما يجعله صعباً أن هناك مسحة من اللوؤم على وجه عناصره، وبالتالي فإن حركة صغيرة وكلمة يمكن أن تغير مزاج العنصر وتجعل السائق ينزل كل حمولته مع الركاب ودائماً بحجة التفتيش.

وأمام هذه القصص وغيرها الكثير فلم يعد يخفى عن المواطنين أن هدف النظام من هذه الحواجز وغيرها هو إذلال المواطنين عن طريق شبيحته وعناصره الأمنية وعرقلة حياتهم بشتى الطرق، خاصة أن جهازا بسيطا لكشف المتفجرات يمكن أن يحقق الهدف المرجو من تلك الحواجز فيما لوكانت هذه أهدافهم أصلاً.

ترك تعليق

التعليق