جدل فيسبوكي و"تشبيح"ساحلي لطرد النازحين في طرطوس

لم يشفع لعائلة "أبو أحمد الإدلبي" مقتل أحد أبنائه في قوات النظام فرائحة "التجييش" الطائفي تزكم أنوف عشرات العائلات السورية التي اختارت مدن الساحل السوري مكانا للنزوح.

وبين ادعاءات مقتل الأبناء مع قوات النظام السوري وتهم المضيفين بمقتلهم مع الجيش الحر أنشأت صفحات تواصل اجتماعي تحض على الكراهية والتجييش لطرد النازحين السوريين من مدن الساحل، فيما تناولت مواقع إلكترونية خبر اعتراض "شبيحة" النظام في حي الغدير بطرطوس على قرار صدر من المحافظ، يوجه فيه إلى إسكان 2500 نازح في مجمع سكني مخصص لهم.

و قال ناشطون في طرطوس إن اللوبي التشبيحي المتصل بقادة التشبيح الكبار في اللاذقية، هددوا بطرد جميع النازحين في طرطوس، ضاربين بقرار المحافظ عرض الحائط لتحيي بدورها صفحة "معاً لطرد النازحين من الساحل السوري" وتعيد الجدل وكثيرا من "التشبيح" فكتب مسؤولو الصفحة : "أحيي أهالي حي الغدير بطرطوس لاعتراضهم على قرار المحافظ بإسكان 2500 نازح في مجمع سكني. فهذا دليل على فهمهم اللعبة وأن الناس بدأت تشعر بخطورة هؤلاء. طبعا المشروع إلى الآن فشل بغض النظر عن السبب ونتمنى أن لا ينجح .. عاشت سوريا وعاش رجال الجيش العربي السوري الشجعان ونتمنى أن يعم الأمان كل بقعة في أرضنا وأن يبقى الساحل كما كان عصيا على أولئك الأوغاد ويتساءل معلقوا الصفحة ومعجبوها الكثر عن ضمانات يرغبون بها ألا ينقلب عليهم النازحون ألا يكون أبناؤهم ينتمون إلى كتائب الجيش الحر محذرين من اختراقات تساعدهم على "التجييش" المتصاعد.

على أن النقلة النوعية التي أتى بها معظم النازحين إلى الساحل أيضا لم تساهم في صمت "الشبيحة" وشهدت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام عن عودة 40 صناعياً حلبياً من مصر وباشروا العمل على إقامة منشآت صناعية في المنطقة الحرة البرية في اللاذقية إلا أن مستوى "التشبيح" قد يكون أقل.
ولا تبدو صورة اللاجئين في الساحل السوري بكل السوداوية السابقة، إذ ينقل بعض النازحين هناك أن ثمة أجواء أكثر انفتاحا على اللاجئيين يقول سليم أحد المقيمين هناك "في الأحياء التي يتواجد بها خليط مجتمعي لا تسمع من الكل إلا الدعاء بانفراج الأزمة وعودة سوريا إلى سلمها وأمنها وعودة النازحين إلى بيوتهم مضيفا "أعتقد أن المشكلة في شريحة الشباب الأكثر إثارة لغرائز الناس وتحريضهم على اللاجئين بمبررات تختلق كل يوم وتنشئ غرف فيس بوك ومدونات وتلعب على أبشع الأوتار الطائفية بين أبناء الجسد الواحد".

وفيما يواصل النظام قصفه اليومي يرتفع معدل النازحين داخليا وخارجيا، إذ تشير بعض الأرقام إلى /4.25/ مليون شخص، كما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فيما يقدر ناشطون اقتراب أعداد النازحين إلى مدن الساحل التي تشمل اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة بنحو مليون نازح.

ترك تعليق

التعليق