ريف اللاذقية...معلمون تحت القصف يطالبون بمساواتهم مع زملاء الخارج

مرت نحو ثلاثة شهور من عمر العام الدراسي حتى الآن، دون أن يقبض معلمو ريف اللاذقية المحرر، أي أجر عن عملهم حتى اللحظة.
" العام الماضي، قبضنا راتب شهر واحد، وفي هذا العام لم نقبض حتى اللحظة قرشا واحدا، نحن لانريد أجرا، بل نريد ثمن طعام أطفالنا، وبدل المواصلات من وإلى المدرسة" حسبما أفادت المعلمة "أم راشد".

وأضافت: ندرّس تحت القصف والنار، ولا يأبه أحد لحالنا، في حين يقبض المعلمون في المدارس السورية بتركيا، رواتبهم بانتظام، وهم الذين يعيشون الأمن والأمان، أين العدالة؟.

*ظروف صعبة
قصف النظام أغلب مدارس ريف اللاذقية، وهدم الكثير منها، الأمر الذي دفع المعلمين من أبناء المنطقة، للتدريس في المساجد أحيانا، وفي بيوت فتحها لهم الأهالي.
لم تقدر الجهات الرسمية المعارضة جهود هؤلاء المعلمين، ولم تقدم لهم مستلزمات التدريس، حيث لم تصل الكتب والدفاتر إلى كثير من المدارس، رغم اقتراب الفصل الدراسي من نهايته، حسبما يقولون.

المعلم "أحمد" قال: قريتنا مستهدفة من قوات النظام، فهي مواجهة تماما لمراصده، اخترت مكانا منخفضا، تحيط به المنازل، تصعب إصابته، نقلت بمساعدة بعض الأهالي، مقاعد المدرسة إلى هنا، ولكننا بحاجة لكل شيء.
ويضيف: أقوم بواجبي الأخلاقي والثوري، ولا أريد مكافأة على ذلك، أطلب دعما لتحسين الظروف الصحية في المدرسة، ودخلا متواضعا يؤمّن احتياجات أسرتي.

*غياب العدالة
يتساءل معلمو ريف اللاذقية، عن سبب امتناع داعمي معلمي الخارج عن دعمهم، وهم الأكثر استحقاقا وجدارة، هذا التساؤل وغيره، نقله محمد الشيخ، مدير التربية في ريف اللاذقية المحرر، إلى مؤتمر نظمته إدارات " المدارس المدللة" في تركية.

طالب باستحقاقات المعلمين، ومنحهم تعويضا عن عملهم، رغم استعدادهم للعمل الطوعي، لكن من الضروري سد احتياجاتهم، حتى يستطيعوا الاستمرار في عملهم: لماذا لا تتم مساواتهم بمدرسي الخارج؟.

المؤتمر المذكور عقده إداريو مدارس أنطاكيا، دعوا إليه مدرسين وإداريين من الداخل، لانتخاب لجنة لتمثيل الجميع أمام الجهات الرسمية التركية، والهيئات المعارضة، شكلوها "بالتوافق" بعد اعتراض أغلب ممثلي مدارس الداخل، لعدم معرفتهم بالمشاركين، وطالبوا بتأجيل الانتخاب. 

"تكلفة عقد الاجتماع في فندق متعدد النجوم، ودعوة الغداء، التي أعقبته، كانت كافية لدفع منحة صغيرة لكل مدرسي ريف اللاذقية، أليس هذا أكثر إلحاحا؟" هكذا عبّر المعلم عبد اللطيف، عن سخطه من هدر المال على عقد الاجتماع.
يصرّ معلمو ريف اللاذقية على الاستمرار في عملهم، رغم الحاجة وغياب العدالة، لأن "رسالتنا وتعليم أطفالنا أهم من كل شيء".

ترك تعليق

التعليق