النظام يستعد لـ"جنيف2" بحملة "ادهن بالتي هي أحسن "

مايزال النظام في سوريا يفرض على الشعب تأييده بقوة بصطاره العسكري في المناطق التي لاتزال تحت سيطرته، على اعتبار أنه يرمي تلك الخارجة عن سطوته بالبراميل المتفجرة ، ولعل آخر أساليبه الاستبدادية التي يمارسها اليوم أحياء دمشق، يتمثل في إجبار أصحاب كل المحال في المدينة على دهن "أغلاق" محالهم بعلم النظام.

ويأتي هذا الإجراء ضمن جملة من التحضيرات تقوم بها -على مايبدو- أفرعه الأمنية استعداداً إلى مؤتمر جنيف، وذلك لإظهار أهالي العاصمة وكأنهم قاموا بهذا العمل "عفويا!!"؛ للتعبير من خلاله عن وقوفهم "خلف القيادة الحكيمة"، إلا أن ما يسعى له النظام اليوم لايزيد الناس إلا حنقاً عليه، حيث يجبر الكثيرين على القيام بأعمال غير مقتنعين بها أو ربما لاتعنيهم أبدا في ظل أوضاع معيشية وأمنية صعبة.

"أبو توفيق"، صاحب محل للألبسة في منطقة باب توما، قال إن تعميم دهن "الأغلاق" جاء بأمر من المخابرات الجوية، الذي بدأت عناصره تجول على أصحاب المحلات وتفرض عليهم القيام بدهن أغلاق محلاتهم بعلم النظام، لافتاً أن من يمتنع عن التنفيذ يقوم الأمن والشبيحة بدهن غلق محله ليلا، ثم يأخذون منه صباحاً أجرة تقارب 1500 ليرة!

"رامز"، صاحب محل في منطقة الشعلان استغرب من هذا التعميم متسائلاً عن الفائدة التي سيحققها النظام من هذا الإجراء، وماهو تأثيره على مؤتمر جنيف، على اعتبار أن القاصي والداني بات يعلم أن كل ما يحدث في المناطق التي لاتزال تحت سيطرة النظام وبالأخص العاصمة يتم بشكل مدروس لاعفوية فيه، حسب قول رامز، الذي يعتبر أن مثل هذه الحركات صارت مكشوفة للرأي العالمي قبل الداخلي، وبالتالي لن تحظى إلا بالسخرية والاستهزاء.

ناشط معارض رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال إن هذه الحملة بدأت منذ أيام، حيث يتولى متابعة تنفيذها عناصر أمن تابعين للنظام، يجبرون التجار على دهن أغلاق محلاتهم بالعلم، وعلى نفقة صاحب المحل الخاصة.

ورأى الناشط أن النظام يحاول يائسا اختلاق مظاهر حسية فارغة المضمون، تعكس من وجهة نظره تأييد الشعب له، حتى وإن كان تأييدا كاذبا ومزيفا.
واعتبر أن أعمالا كهذه لاتؤدي إلا زيادة نفور السوريين من نظام لايقدم لهم شيء سوى المتاجرة بدمائهم. 

وقد بدأت أسواق باب توما والقصاع وجرمانا والدويلعة والشعلان بتنفيذ هذا القرار "القراقوشي"؛ خوفاً من أي تداعيات أمنية يمكن أن تتخذ ضد الرافضين له.

ترك تعليق

التعليق