نداء استغاثة أخير.. المكتب الطبي في الغوطة الشرقية يشعل الضوء الأحمر والنقاط الطبية تغلق أبوابها

بعد نداءات عديدة واستغاثات متكررة صدرت عن المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما أعلن اليوم في بيان أخير له أنه تم إغلاق معظم النقاط الطبية بشكل كامل وهو ما يعني حرمان مليون ومئة ألف شخص في الغوطة الشرقية منهم ثلاثمئة وخمسين ألف محاصر في مدينة دوما وحدها والتي بدأت فيها النقاط الطبية تغلق أبوابها تباعا وقال بأنه وبسبب نفاذ مخزون الأدوية و المواد الطبية المستهلكة والوقود خصوصاً اضطرت إدارة النقاط الطبية إلى البدء بتقليص العمل الطبي كمرحلة أولى للحافظ على النقط التي تقوم بإسعاف الجرحى والعناية بهم وإجراء العمليات الجراحية لهم فقط في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن حواضن استشفاء الأطفال ونقاط غسيل الكلى ونقاط المعالجة الفيزيائية جميعها أغلقت أمام المرضى.

وكشف البيان أنه بعد عام من محاولات الكادر الطبي في مدينة دوما تشكّل المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما بغية تنظيم جهود العمل الطبي في خدمة الأهالي الكرام فقد أخذت الموارد الطبية من أدوية و مواد طبية مستهلكة بالتناقص إضافة إلى تناقص التبرعات المادية وعدم القدرة على تأمين طريق لدخول المواد، وقد تم إخبار الهيئات العاملة في المدينة بذلك.

وفي حديث خاص لــ"اقتصاد" أكد الطبيب سيف الدين مسؤول النقطة الطبية الأولى في المدينة على جهود المكتب الطبي المستمرة في التواصل مع المنظمات الدولية ونقل صورة واضحة عن التدهور الحاد في الوضع الصحي جراء فقدان الأدوية الكامل ونفاذ جميع اللقاحات ومع ذلك لم تتخذ أي إجراءات عملية لإدخال الأدوية الضرورية واللقاحات، فيما جرت عدة محاولات بالتنسيق مع شعبة الهلال الأحمر لإدخال الأدوية الضرورية عبر الحاجز إلا أن ذلك لم يحدث وقد تعرض متطوعو الهلال لإطلاق النار المباشر على سياراتهم وإلى رفض السماح لأي منهم بالدخول بعد السماح لهم بذلك من قبل النظام.

هذا ويستمر سقوط الشهداء وخاصة من الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يحتاجون لعلاجات مستمرة بسبب النقص الحاد في جميع أنواع الأدوية.

ويتساءل أهالي مدينة دوما المحاصرون عن سبب التجاهل المميت لما تتعرض له تلك المدينة من حصار خانق ومن تدهور حاد في الوضع الإنساني رغم ما قدمته تلك المنطقة من تضحيات جسام وصبر طويل وصمود أسطوري.

ترك تعليق

التعليق