الليرة الذهبية السورية الجديدة.. وسيلة نصب على المواطن

وصلت مبيعات الليرة الذهبية الجديدة إلى 7000 ليرة خلال ستة أيام، بعد حملةٍ إعلامية أرادت جمعية الصاغة من ورائها جذب الادخار إلى الليرة الذهبية، وتمرير فكرة أنها دعم لليرة، في الوقت الذي يعتبر الخبراء والمراقبون أنها وسيلة نصب على المواطن.

وقال رئيس جمعية الصاغة في دمشق وريفها "غسان جزماتي" إن المبيعات اليومية لمحال الصاغة في دمشق سجلت خلال الفترة الماضية ارتفاعاً لا يقل عن 2 كيلو غرام ليكون بذلك وسطي المبيعات اليومية 17 كيلو غراماً مقابل 15 كيلوغراماً خلال الأسبوعين الماضيين، بلغت كمية الليرات المباعة 7000 ليرة، أي ما يعادل بالغرامات 56000 غرام من الذهب من الليرات الذهبية السورية وحدها.

وحاول النظام عبر تسويقه لليرة الذهبية الجديدة، استمالة الناس للادخار بالذهب بدلاً من اللجوء إلى ادخار الدولار، مع أن أجور صياغة الليرة الجديدة وصلت إلى 1500 ليرة سورية، وتبرير ذلك أتى على لسان رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي أنها تأتي نتيجة ارتفاع أسعار القوالب، حيث وصل إلى 45 ألف ليرة.

ويبدو أن طرق الاحتيال على المواطن في سوريا تعددت واختلفت أساليبها، فإذا كان ثمن القالب على ذمة جزماتي هو 45 ألف ليرة، وتم بيع أربعة قوالب وهم اليوم باعوا 7000 ليرة أي أنهم من أجور الصياغة فقط حققوا عشرة ملايين ليرة سورية ونصف المليون في حين أن تكلفة القوالب لا تتجاوز 180 ألف ليرة، ما يعني أنهم استطاعوا تغطية ثمن القوالب الأربعة مع أرباحٍ تصل إلى عشرات الأضعاف.

وإلى جانب أجور الصياغة المرتفعة، فهناك الفرق بين البيع والشراء الذي وصل إلى 400 ليرة، علماً أن الفرق العالمي بين مبيع وشراء الذهب هو دولار واحد للأونصة، أي أقل من 5 ليرات على الغرام، ما يعني أن خسارة كل مواطن في حال أراد بيع الليرة الجديدة مباشرةً هي حوالي 1900 ليرة.

ولا يرى المراقبون مبرراً لوجود ليرة سورية، لا سيما وأن هناك ليرات محلية تقليد للإنكليزي، وأجور صياغتها كانت سابقاً لا تتجاوز 300 ليرة، اليوم وصلت إلى 600 ليرة، فبوجود ليرات بصياغة أرخص لا يوجد مبرر لصناعة واحدة سورية، سوى محاولة استمالة الناس لشراء الليرة السورية، والابتعاد عن الادخار بالعملة الصعبة.

ترك تعليق

التعليق