الأمراض تفتك بالمخيم المحاصر إلى جانب الجوع والاعتقال..

انتشر في مخيم اليرموك خلال الفترة الماضية عدد من الأمراض مثل الريقان، والتهاب الكبد الوبائي، في الوقت الذي يعاني فيه المحاصرون من نقصٍ حاد في الأدوية، وفي توفر الغذاء اللازم لمواجهة الأمراض والأوبئة، فالسلل الغذائية التي يتم توزيعها، لا تصل لجميع الأهالي حسب ما يؤكد ناشطون.

الهيئات الطبية والإغاثية العاملة في المخيم، تقف عاجزة عند كثيرٍ من الحالات، فالنساء والأطفال يعانون من "الريقان" الذي يحتاج لكمياتٍ كبيرة من "الدبس"، أو إلى أدوية للعلاج، لكن كل ذلك غير متوفر، والحالات القليلة التي يتم نقلها إلى خارج المخيم بهدف العلاج جميعها تعاني من إصابات خطيرة أو أمراض مزمنة، لا يمكن أن يتم تأخير تلقيها العلاج من أجل مساعدة المصابين بالأوبئة.

والأمراض المنتشرة في المخيم دفعت بالهيئات الإغاثية إعلان تعليق الدراسة للأسبوع الثالث على التوالي، ويحذر الناشطون من أن بقاء الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى مضاعفة حجم الكوارث الإنسانية، فالموت لن يكون فقط بسبب الجوع، رغم بلوغ عدد شهداء الجوع إلى 100 شهيد، إنما أيضاً سيكون الموت بسبب الأمراض، التي لا علاج لها، كما يقول الناشط حسان الدمشقي مؤسس هيئة همسة الطبية داخل المخيم، الذي يقول هناك فقط 300 حالة طبية خرجت من المخيم، في وقت هناك أكثر من 3500 حالة عاجلة كان متفق على إخراجها، علاوةً عن إعدادٍ جديدة للمصابين بالأمراض والأوبئة، وما يتم تقديمه طبياً اليوم للمخيم هو فقط لقاحات شلل الأطفال.

ويؤكد ناشطون أن ما تم تقديمه للمخيم لا يتعدى سوى 1 % من الحاجة الفعلية، سواء على الصعيد الطبي أو الغذائي، فحتى الـ 800 طرد غذائي التي تم توزيعها على أهالي المخيم، لا تكفي الحاجة، لا سيما إذا علمنا أنها وزعت حسب الواسطة، فهناك نساء بقيت ثلاثة أيام تنتظر كرتونة المساعدة، ولم تحصل عليها، في حين هناك من أخذ أكثر من مرة.

ويشير الدمشقي إلى أنه بعد جهدٍ وعناء استطعت الحصول على كمياتٍ من الخبز، وقمت بتوزيعها على الأحياء الفقيرة وخاصة العائلات التي لم تحصل على سلل غذائية، فإلى جانب الواسطة في توزيع السلل هناك الاعتقال، ويشير الناشط إلى أن الوضع سيء جداً عند حاجز الريجة، حيث يسألون النساء عن أزواجهم، ومن لا تأتي بصحبة زوجها لا تحصل على السلة، وأي شخص مطلوب واسمه في القوائم يتم اعتقاله فوراً، ففي يومٍ واحد تم اعتقال 35 شابا ورجلا مسنا من المخيم، وفي اليوم التالي اعتقل ما يقارب تسعة أشخاص، أثناء استلامهم للسلل.

ترك تعليق

التعليق