غاز المتوسط سبب "المؤامرة الكونية".. "بروباغندا" إعلام النظام التي تنفيها الأرقام

ضج إعلام النظام في الفترة الماضية بما تمتلكه سوريا من غازٍ ونفطٍ غير مكتشف ولأجله قامت "المؤامرة الكونية"، ليتبين أن الموجود في البحر المتوسط لا يستحق حتى عناء الاستثمار.

سوّق الإعلام الرسمي للمسألة على أنها سبب كل ما يحدث في سوريا، وأبرز نجوم البروباغندا الإعلامية حول مخزون سوريا من الغاز والنفط، كان عماد فوزي الشعيبي، الذي نقل أن "النفط الموجود ضمن المياه الإقليمية السورية يتوقع أن تعادل الكميات المكتشفة إنتاج الكويت من النفط أي ما يعادل إنتاج يومي يصل إلى 1,6 مليون برميل يومياً هذا فقط من الحقول الأربعة المحددة على الخارطة من أصل 14 حقلاً".

الحقيقة التي اتضحت لاحقاً، حسب رأي خبراء ومتابعين، تتمثل في أن النفط الموجود هو أقل بكثير من الغاز، واستخراجهما من البحر سيتطلب كلفاً استثمارية عالية، لا تتوازى والسعر العالمي الحالي.

120 تريليون قدم مكعب، هو حجم احتياطيات الغاز المتواجد في البحر المتوسط، والكلام يعود لوزارة الطاقة الأميريكية http://www.eia.gov/.../Eastern.../eastern-mediterranean.pdf.

وتتوزع الاحتياطات على المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية شمالا حتى الحدود التركية وتضم كل من سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل وتركيا، على أعماق بحرية مختلفة.

ومصدر آخر وهو "الشركة القابضة للغازات الطبيعية" قدرت حجم الغاز المحتمل تواجده فى منطقة المياه العميقة بالبحر المتوسط بـ115 تريليون قدم مكعب.

ولفهم دلالات الرقم فيمكن مقارنته مع ما تمتلكه قطر التي يعتبرها النظام جزءا من المؤامرة الكونية على بقائه، حيث تعتبر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي بالعالم وتبلغ احتياطيات الغاز في قطر نحو 14% من احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف في العالم، وتمتلك من الغاز 900 تريليون قدم مكعب، أي أن قطر لوحدها تمتلك سبعة أضعاف ما تمتلكه الدول الخمس الواقعة على ساحل المتوسط.

وفي وحدة قياسٍ أخرى فإن حجم احتياطات الغاز في المتوسط هو 3.5 متر مكعب، وبالمقارنة مع قطر فإنه أيضاً جزء بسيط مما تملكه قطر "25 تريليون متر مكعب"، في حين تمتلك روسيا "48 تريليون متر مكعب".


وأيضاً في دلالات الرقم، فهو يشكل فقط 1.5 % من الاحتياطي العالمي، بينما تشكل قطر 14 % من هذا الاحتياطي، والـ 120 تريليون قدم يبلغ سعرها العالمي فيما لو تم استخراجها كاملةً، حوالي 480 مليار دولار.

المعلومات تشير إلى أن الرقم السابق الذي يتم تضخيمه، على أنه كنز غائر في أعماق المتوسط، موزع على عددٍ من الحقول النفطية حصة سوريا منها 14 حقلا.

والسبّاقة لمعرفة واقع هذا الاستثمار كانت إسرائيل، حيث استثمرت في حقل "تامار"، ويبعد 80 كلم غربي ميناء حيفا، ضم حوالي 238 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ذي الجودة العالية، ما يقارب "7 تريليون قدم مكعب"، ووفقاً للتكاليف التي تناقلتها وسائل الإعلام، فإن كلفة التنقيب فقط وحفر 3 آبار استقصائية بلغت 300 مليون دولار، أما باقي التكاليف وصلت إلى 3 مليار دولار، بعد تطوير الحقل، علاوةً عن كلف الاستخراج، لتصل تكلفة تطوير الحقل كاملاً إلى 51 مليار دولار، وهو رقم كبير بالنسبة للاستثمار الطويل، ومن ناحية ثانية كبير بالمقارنة مع الأرباح.

التكاليف العالية للاستخراج، والكميات المتواضعة المتوقع استخراجها، إذا ما تمت قورنت مع احتياطات الدول الأخرى تمنع اعتبار الغاز في حوض بحر المتوسط كنز حقيقي، وإنما يمكن النظر إليه على أنه خزنة احتياط يمكن اللجوء إليها عند اللزوم، وليست ثروةً لأجلها تقوم "المؤامرات الكونية".

 

ترك تعليق

التعليق