عودة المواد الغذائية إلى الغوطة لا تنقذ فقراءها من الجوع..

تتوفر المواد الغذائية مجددا في مدينة "دوما" وبعض مناطق الغوطة الشرقية، لكن بأسعارٍ مرتفعة جداً، ليكون الطعام فقط لميسوري الحال.

مصادر في الغوطة الشرقية تؤكد دخول البضائع إلى المنطقة، عبر العديد من المداخل، حيث اختلف واقع الحصار في الفترة الماضية، وانخفض عدد الوفيات بسبب الجوع، لكن في الوقت ذاته لا يعني توفر المواد أنها باتت في متناول الجميع، وذلك بسبب الأسعار المرتفعة.

"سمارة القوتلي" ناشطة إعلامية في "دوما" تشير إلى أن سعر 4 قطع من فخذ الفروج مثلاً يصل إلى 4000 ليرة، كما يتوافر البيض ومعظم المواد الغذائية، لكن بأسعار جنونية بالنسبة للعائلات التي لا تجد عملاً، وليس لديها أي دخل، وبمعنى أصح بات الطعام متاحاً للأغنياء فقط، فكيلو البرغل وصل سعره إلى 2000 ليرة، والسكر 3000 ليرة، والبينزين 4000 ليرة لليتر الواحد.
وتشير "القوتلي" إلى توافر أيضاً الفواكه، لكن سعر كيلو البرتقال 1750 ليرة، ويصل سعر الحبة الواحدة إلى 380 ليرة، البعض يحاول شراءها لأنها لتوفير بعض الغذاء لأطفالهم، ممن لم يتناولوا الفاكهة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وتنفي "القوتلي" أن يكون لدخول الطعام وتوافر المواد الغذائية معنى بالنسبة للفقراء، والناس ميسورة الحال في الغوطة باتوا معدودين، والدعم المقدم من قبل مكاتب الإغاثة لا يتجاوز 10 آلاف ليرة لكل عائلة، في أفضل الأحوال، وتتساءل القوتلي ماذا يمكن أن يفعل هذا الرقم للعائلة، وسابقاً كان يتم توزيع وجبات طعام بشكلٍ يومي للعائلات الفقيرة، لكنها توقفت منذ أكثر من أربعة أشهر.

ويتذمر أهالي الغوطة من حالة الاحتكار والمتاجرة بمعاناتهم وجوعهم، ورغم التكلفة التي يدفعها التجار لإدخال المواد الغذائية، لكن في الوقت ذاته هناك من يتاجر ويرفع الأسعار بشكلٍ جنوني ليحقق أرباحاً خيالية، وبعض المواد تنتهي مدتها ولا يتم طرحها في الأسواق.

وبعض الأهالي يحاولون زراعة أراضيهم، رغم استهداف النظام لهم، لكن الزراعة وحدها يمكن أن تساعدهم في ظل الغلاء والاحتكار، كما يقول أبو أكرم من داخل الغوطة، الذي يشير إلى أنه عاد ليزرع أرضه ببعض الحشائش المغذية، بعد أن فقد كامل الماشية التي كان يمتلكها، ويشير إلى أنه يحاول أيضاً بيع ما يزيد عن حاجته لكن بأسعارٍ متناسبة مع أحوال الناس الفقيرة، في ظل ما يقوم به التجار من رفعٍ للأسعار.

ويستمر غالبية الأهالي في تناول خبز الشعير، والخبز المصنوع من علف الحيوانات، في ظل استمرار انقطاع الطيحن، ما دفع البعض إلى زراعة مساحات صغيرة بالقمح وانتظار الموسم القادم تحسباً لاستمرار الحصار.

ترك تعليق

التعليق