تنافس بين نخب من رجال الأعمال السوريين يجعل "موتكس" بين خياري بيروت والقاهرة

اقترح المهندس خلدون الموقع، رئيس وفد "تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر" إقامة معرض "موتكس" على الأراضي المصرية، مبدياً استعداد رجال الأعمال السوريين هناك، تقديم أقصى المساعدات الممكنة لإنجاحه.

ويأتي ذلك في سياق مساعي نخبة من رجال الأعمال السوريين المقيمين في مصر للتقارب مع نظام الأسد مرةً أخرى، بعد أن حافظوا على "رمادية" ملحوظة خلال السنتين الفائتتين، حيال الصراع بين المعارضة والنظام في سوريا.

وقد لقِي وفد رجال الأعمال السوريين في مصر ترحاباً ملحوظاً من جانب مسؤولي حكومة النظام، واهتماماً إعلامياً في مواقع موالية، دون أن تخلو بعض تلك المواقع من مطالب موجهة لتلك النخبة من رجال الأعمال، لإثبات "الوطنية"، بعد أن غادروا البلاد بمعظم أموالهم واستثماراتهم، في ذروة "الأزمة" في سوريا.

وقد حاول خلدون الموقع، رئيس التجمع المذكور، نفي تهم "الهروب وقت الأزمة" الموجهة إليه وإلى عدد كبير من رجال الأعمال السوريين الذين فرّوا باستثماراتهم وسيولاتهم المالية إلى مصر، وتحدث لوسائل إعلام موالية للنظام مؤكداً على ولائه لـ "سوريا"، وعلى استعداده ورفاقه للعمل بما يخدم إعادة إعمار البلاد بما يتناسب مع مصالح "السوريين".

ويأتي تحرك الموقع ورفاقه، على ما يبدو، في سياق تنافس بين نخب من رجال الأعمال، بدأوا يتقربون من نظام الأسد مؤخراً، متلمسين ملامح تحسن لوضعية النظام الميدانية في الداخل، والسياسية في الخارج.

ويتركز هذا التنافس بين نخب من رجال الأعمال السوريين في الاغتراب، وبين أولئك الذين بقوا في الداخل، وحافظوا على علاقاتهم الوثيقة بنظام الأسد طيلة فترة "الأزمة".

ويتضح ذلك في تصريح رئيس مجلس إدارة رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج "فراس تقي الدين" الذي نفى لأحد المواقع الاقتصادية في الداخل السوري ما أُشيع عن إلغاء معرض موتكس المزمع إقامته في نيسان القادم، مؤكداً أن المعرض سيُعقد في بيروت في موعده المُتفق عليه.

وبين بيروت والقاهرة، يبدو أن نخب الأعمال السوريين يتنافسون على "كعكات" الاقتصاد السوري، في أوج انتعاش معنويات نظام الأسد، وسط أنباء عن تقدمه باتجاه المنطقة الصناعية في الشيخ نجار بحلب، وحديثه المتكرر عن إعادة تأهيل المدينة قريباً، لتستعيد صناعيي حلب المهاجرين منها، تحت ظلال النظام ورعايته.

يُذكر أن معرض موتكس، المعرض التخصصي في عالم الأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج. يُعتبر من أشهر المعارض التي لعبت دوراً في الترويج لصناعة النسيج والألبسة السورية خلال السنوات الفائتة. وكان المعرض يُعقد في مدينة دمشق للمعارض في أربعة مواسم، ربيع – صيف – خريف – شتاء، قبل أن تضطره الأحداث السورية للهجرة إلى خارج البلاد.

ترك تعليق

التعليق