في ظل دمار البنى التحتية...الدفاع المدني في سباق الزمن والموت

تفاصيل كثيرة تكمن خلف صور الدمار في مناطق تسقط فيها البراميل واحداً تلو الآخر، كيف تصل فرق الإسعاف إلى مكانٍ تقطعت بنيته التحيتة وأوصاله بشكلٍ كامل، في سباقهم مع الزمن والموت، والهدف إنقاذ روحٍ من الموت تحت الأنقاض.

فرق الدفاع المدني في حلب، الأكثر نشاطاً في الأحياء التي تتساقط عليها البراميل والصواريخ، حي مساكن هنانو والسكري وباب النيرب وغيرها التي باتت عبارة عن أكوامٍ من الحجارة، وتحاول هذه الفرق تأمين المنافذ الآمنة للمدنيين، رغم البنى التحتية المهدمة وصعوبة المواصلات والاتصالات.

خلف مشهد الموت تفاصيل لا يشرحها إلا متطوعو الدفاع المدني، حيث يخبرنا علاء أحد المتطوعين أن مهمة إنقاذ أرواحٍ من تحت الأنقاض ليست سهلة على الإطلاق، في ظل محيطٍ متهدم بالكامل، وعلى أقرب فرقة دفاع مدني مسابقة الزمن، للوصول إلى المكان في الوقت المناسب، أحياناً هناك طرق لا يمكن المرور منها، نضطر إلى اختيار الأسهل والأسرع والمتاح.

ويشرح علاء أن عملهم قائم على مبدأ حماية السكان والممتلكات العامة والخاصة، وهذه مهمة غاية في الصعوبة في ظل استمرار عمل الآلة العسكرية، التي لم تسأل عن الأرواح فكيف لها أن تسأل عن الممتلكات؟، وفعلياً أكثر ما نسعى إليه اليوم هو إغاثة المنكوبين الذي يتطلب بالضرورة تأمين سلامة المواصلات والاتصالات.

ولا تنتهي المهمة عند الوصول للمكان، فخلف الصورة العامة هناك العمل على تفاصيل تتمثل في تأمين الملاجئ وإسعاف الجرحى، ورغم تأمين الموارد الكفيلة بتغطية ذلك لكن المشكلة بتواجد ملاجئ يمكن الاستفادة منها، حيث يقول متطوع آخر فضل عدم ذكر اسمه، في المناطق المنكوبة يكون خيار إيجاد الملاذ الآمن للنساء والأطفال والعجزة غاية في الصعوبة، فأحياء كاملة تدمرت فوق رؤوس أصحابها، فالأطفال ممن ننتشلهم من تحت الأنقاض يجب أن نتابعهم مباشرةً ولا نتركهم بعد الأهوال التي عانوها، وتجربة الموت التي دخلوا بها لكن في حلب مثلاً هذا الأمر على صعوبته نقوم بتأمينه حتى لو في أحياء أخرى.

وفي الوقت الذي يحتفل العالم بيوم الدفاع المدني والذي يصادف أول يوم من آذار، ينشط المتطوعون السوريون متحدين براميل الموت التي تتساقط يومياً على المدنيين، ومن نجا منهم لا يستطيع إلا أن يتذكر تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، تحت أنقاض بيتٍ تحول إلى ركام.

ترك تعليق

التعليق