مراقب لـ"اقتصاد": نظام الأسد يحاول استباق مواسم الحصاد لإتمام "المهادنات" في جنوب دمشق وريفها

يعتقد أحد المراقبين، في حديث لـ "اقتصاد"، أن أحد أبعاد إصرار النظام على إتمام جملة "مصالحات مناطقية" في ريف دمشق، تهدف إلى استباق فصل الصيف، حيث يصبح الحصار بلا جدوى من الناحية الغذائية، إذ إن المحاصيل المزروعة حالياً تكون قد دخلت موسم الحصاد، وأمّن سكان الريف، خاصة في الغوطة الشرقية، معظم احتياجاتهم الغذائية.

وأوضح المراقب، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن في تلك المهادنات مصلحة للنظام في تجنيب العاصمة دمشق قذائف الهاون من جهة، وفي نقل أرتال من قواته العسكرية إلى جبهات أخرى أكثر إلحاحاً بالنسبة له حالياً. لذا فقد راهن النظام على الحصار والتجويع بغية دفع المُحاصرين في بلدات ريف دمشق للمهادنة.

ناهيك عن ذلك، يسعى النظام لتعزيز مكانة كتائب مسلحة بعينها، تربطه معها علاقات غير معلنة، وهي كتائب فيها الكثير من أرباب السوابق. وعبر "حصار الجوع"، ومن ثم عرض المهادنة وإدخال المساعدات الغذائية، وتأييد تلك الكتائب المحددة لعروض المهادنة مقابل معارضة كتائب مقاتلة أخرى، يحقق النظام غايةً هامةً، وهي زرع الشقاق والفتنة بين الكتائب وسكان البلدة الواحدة من جهة، وتعزيز مكانة الكتائب المتعاونة معه من جهة أخرى.

ولأن المدنيين في البلدات المُحاصرة يعانون بصورة رئيسية من نقص الغذاء، فإن اقتراب فصل الصيف، ودخول مواسم الحصاد للكثير من المحاصيل الرئيسية، سيجعل "حصار الجوع" بلا جدوى، وبالتالي ستتراجع حاجة المدنيين المُلحة للمهادنة مع النظام، وتفشل مخططات الأخير في اختراق الجبهات التي عجز عن اقتحامها عسكرياً، عبر زرع الشقاق بين القيّمين عليها.

وبناء على ما سبق، يُسارع النظام في تنفيذ تلك "المهادنات"، عبر المزيد من العروض المترافقة مع تشديد الحصار للبلدات التي تحظى بتلك العروض، كي يعزّز من موقع الكتائب المطالبة بالهدنة في أوساط المدنيين المُلتاعين من آثار وتبعات الحصار، على حساب كتائب مقاتلة أخرى تشعر بالريبة من عروض النظام وغاياته بعيدة المدى.

يُذكر أن "مهادنة" ببيلا كانت قد أثارت الكثير من الجدل بسبب الإخراج الإعلامي للنظام الذي حاول استغلالها قدر المستطاع، وسط الحديث عن مساعي لإتمام "المهادنة" على جبهات أخرى في جنوب دمشق وفي ريفها.

ترك تعليق

التعليق