اليمنيون والعراقيون أكثر سعادةً من نظرائهم السوريين

عبثاً، حاولنا البحث في أي مصدر إعلامي عربي يوضح موقع سوريا في "مؤشر الرفاهية المادية" لعام 2014، الصادر عن شركة "ناتيكسيس" العالمية الفرنسية لإدارة الأصول.

ورغم اهتمام الإعلام العربي بالقائمة الصادرة عن تلك الشركة، والتي تتمتع بمصداقية عالمية، إلا أن أياً من وسائله لم تُشر لموقع سوريا في تلك القائمة. لكن يمكن الجزم بأن سوريا حلّت بعد اليمن والعراق، على الأقل، في تلك القائمة الخاصة بمؤشرات الرفاهية المادية والصحة والسعادة عند التقاعد، ناهيك عن مؤشرات دخل الفرد والعدالة في توزيع الدخل ومعدلات البطالة ومؤشرات الموارد المالية عند التقاعد. كما وتقيس تلك القائمة قوة النظام المالي للبلاد ومستوى العوائد إلى المدخرات والاستثمارات، والبيئة الاستثمارية للبلاد ومعدلات الدين الحكومي ومعدلات التضخم ومتوسط أسعار الفائدة وقوة النظام المصرفي وفقاً لمعدلات القروض المتعثرة.

وحسب القائمة المُتداولة لهذا العام، تصدرت الإمارات الدول العربية، وشغلت المركز 26 عالمياً، من أصل 150 دولة وردت في القائمة.

تلتها في المركز الثاني عربياً و31 عالمياً، قطر، ومن ثم الكويت، لتأتي السعودية في المرتبة الرابعة عربياً و45 عالمياً.

وشغلت البحرين المركز الخامس عربياً و57 عالمياً، الأردن المركز السادس عربياً و67 عالمياً، ولبنان في المركز السابع عربياً و72 عالمياً، الجزائر في المركز الثامن عربياً و78 عالمياً، ليبيا في المركز التاسع عربياً و80 عالمياً، تونس في المركز العاشر عربياً و85 عالمياً.

وجاءت مصر في المركز الحادي عشر عربياً و88 عالمياً، المغرب في المركز 12 عربياً و97 عالمياً، العراق في المركز 13 عربياً و106 عالمياً، اليمن في المركز 14 عربياً و117 عالمياً.

وتصدرت سويسرا دول العالم وفقاً للمؤشر الإجمالي العالمي للتقاعد لعام 2014، وجاءت النرويج في المركز الثاني والنمسا في المركز الثالث والسويد في المركز الرابع واستراليا في المركز الخامس.

يُذكر أن المؤشر يقيس أيضاً مؤشرات نوعية الحياة والمحافظة على البيئة، وشعور المواطنين بالسعادة والرضى عن حياتهم بالإضافة إلى قياس معدلات تلوث البيئة.

وهكذا، ومع عدم القدرة على الحصول على موقع سوريا في المؤشرات سابقة الذكر، فقد سقطت سهواً، أو عمداً، من جميع تقارير وسائل الإعلام العربي، يمكن الجزم بأن بلدنا تلت اليمن عربياً، على الأقل، وجاءت بعد المرتبة 117 عالمياً، من أصل 150 دولة.

وفقط، ولاستيعاب هول الكارثة، نُورد هذه المعلومة:

تُصنف اليمن بأنها من أشدّ الدول النامية ذات الاقتصاد المتدهور. وفي مقارنة لدخل الفرد في الدول العربية في العام 2011، احتلت اليمن المرتبة الأخيرة بين هذه الدول.

وكانت سوريا احتلت المرتبة 14 عربياً من حيث متوسط دخل الفرد الشهري، حسب مصادر البنك الدولي لعام 2013، بحوالي 130 دولار شهرياً، بدخل يُقارب دخل المواطن المصري، لكنه يتجاوز دخل المواطن العربي في كل من فلسطين والسودان واليمن وموريتانيا والعراق وجيبوتي، بالترتيب.

ويأتي دخل المواطن اللبناني الأعلى عربياً في الدول غير النفطية باستثناء ليبيا، التي تحلّ بعد لبنان، ليأتي بعدهما تونس والجزائر والأردن والمغرب، ومن ثم مصر وسوريا.

وتحتل قطر المرتبة الأولى عربياً من حيث دخل الفرد، يتلوها الإمارات والبحرين والسعودية وعُمان، بالترتيب.

يُذكر أن مؤشر الرفاهية المادية الصادر عن "ناتيكسيس" العالمية الفرنسية لا يقتصر على قياس دخل الفرد، كما سبق وفصّلنا، بل يُعنى أيضاً بقضايا الرعاية الصحية والخدمية والمالية، خاصة للمتقاعدين. إلى جانب قضايا الرعاية البيئية. لذا يُعتبر أعمّ وأكثر دقّة في قياس مدى السعادة والرضا الفردي، مقارنةً بمؤشرات قياس الدخل فقط.

مما يعني أن رضا وسعادة الفرد في اليمن والعراق، يفوق رضا وسعادة نظيره في سوريا....في عهد "بشار الأسد"...فهل من مُعتبر؟!

ترك تعليق

التعليق