النظام السوري يدق ناقوس الخطر الزراعي والغذائي

أصدرت وزارة الاقتصاد التابعة للنظام مؤخراً قراراً سمحت بموجبه استيراد العدس والحمص والفاصولياء والفول والبازلاء من كل دولة العالم شريطة التقيد بأنظمة الحجر النباتي المطبقة في سوريا وذلك حتى نهاية أيار القادم.

ولعل هذا القرار لم يكن مستغرباً بالنسبة لخبراء في المجال الزراعي الذين نبهوا ومنذ سنتين إلى تدهور الوضع الزراعي في سوريا بنسبة قدرها البعض بـ 70%، وتقلص المساحات المزروعة في مختلف الأرياف، حيث أشار خبير زراعي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية أن الإنتاج الزراعي تقلص في سوريا مع بدء النظام استخدام آلته العسكرية ضد الشعب السوري، وما نجم عنها من ممارسات لاأخلاقية مارسها شبيحة النظام بحرق أراضٍ زراعية لفلاحين في المناطق الثائرة كدرعا على سبيل المثال.

وتابع الخبير الاقتصادي أنّ معظم أماكن التوتر والاشتباك تتركز اليوم في الأرياف كغوطة دمشق والمنطقة الشرقية وأرياف حلب وحماة.. وهو ما يبرر عزوف قسم كبير من الفلاحين عن الزراعة، وبالتالي تقلص الأراضي الزراعية.

وذكّر المصدر هنا بالمشكلات التي رافقت الفلاح السوري خلال السنوات الثلاث الماضية لجهة ارتفاع تكلفة الزراعة، حيث يعتبر أحد أهم أسبابها ارتفاع أسعار البذار والأسمدة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات حيث صمّ النظام ممثلاً بوزرائه آذانهم عن نداءات الفلاحين المتكررة لدعمهم بالوقود وبأسعار الأسمدة والبذار، هذا بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء التي حرمت الفلاح من استخدام المضخات للري.

ولفت المصدر هنا إلى أن الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار خلال السنتين الماضيتين ساهتما أيضاً بتدهور الزراعة، وفي هذا السياق كان قد أعلن خبراء في الأمم المتحدة ومتخصصون في علم المناخ إلى أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنها سوريا، تشهد حاليا الشتاء الأكثر جفافا منذ بضعة عقود، حيث أصاب بدرجات متفاوتة نحو ثلثي الأرض الصالحة للزراعة في كل من سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والعراق، ما أضر بمحاصيل الحبوب في هذه المناطق.

ولم يخفِ المصدر أن مشكلة المحاصيل الزراعية لم تتوقف في زراعة العدس والحمص والفاصولياء.. إنما أيضاً يتعداها إلى زراعة القمح والشعير حيث كان حجم إنتاج القمح في سوريا قبل عام 2011 يصل إلى 3,5 مليون طن، فيما لم ينخفض محصول العام الماضي عن الميلوني طن، وذلك حسب تقارير لمنظمات زراعية، وبيّن المصدر أنه وبحسب مصارد من النظام نفسه قدرت انخفاض المساحات المزروعة لبعض المحاصيل بنسبة 83%, كما قدرت قيمة الخسائر غير المباشرة للموسم الزراعي الماضي بـ 31 مليار ليرة.

يذكر أنه في تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو)، بينت أن القطاع الزراعي في سوريا قد خسر في عام 2012، 1.8 مليار دولار جرّاء الأزمة المستمرة، تشمل الخسائر والأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، ونظم الري خاصة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير، فضلاً عن أشجار الكرز والزيتون وإنتاج الخضروات.

ترك تعليق

التعليق