الدولار يُعاند رواية ومساعي "رجال الأعمال الوطنيين"

ألزم النظام رجال الأعمال بضخ كتل دولارية في السوق النقدية بدمشق بهدف كسر سعر "الأخضر" والتقليل من التضخم الذي أكل الليرة، ولكن دولار السوق السوداء بدمشق، لم يتجاوب مع محاولات الإيحاء التي قامت بها بعض المواقع الإلكترونية الموالية للنظام، بغية الدفع باتجاه تخفيض سعره. وتجاوز في آخر إغلاق له في الأسبوع الماضي، مساء الخميس، على 164 ليرة شراء، و166 ليرة مبيع، فيما بلغ سعر صرف اليورو حوالي 224 ليرة شراء، و228 ليرة مبيع.

وكانت مواقع إخبارية تُعنى بالاقتصاد، موالية للنظام، روّجت إشاعات عن قيام من أسمتهم بـ"رجال أعمال وطنيين"، إلى جانب شركة صرافة حلبية لم تُسمها، بضخ 12 مليون دولار في السوق السوداء السورية، بيعت بسعر 157 ليرة، أي أقل من السعر السائد حينها بست ليرات، بغية الدفع بسعر صرف الدولار إلى الانخفاض.

المواقع ومنها "سيريانديز" قال عن ضخ 12 مليون دولار لكنه لم يتطرق من هم "رجال الأعمال الوطنيين"!، لكنها تحدثت عن أثر إيجابي لهذه العملية على السوق، وادعت حصول انخفاض ملحوظ في سعر الدولار، في الوقت الذي كان فيه الأخير في ارتفاع، مما دفع بعض المعلقين إلى استهجان الخبر، متسائلين كيف تتحدث تلك المواقع عن تراجع في سعر صرف الدولار، وكأن المتعاملين في السوق "نِيام".

ويبدو أن تلك كانت محاولة إيحاء نفسية استهدفت من خلالها جهات محسوبة على النظام دفع المتاجرين بالدولار إلى الخشية من انخفاض مرتقب للسعر، وبالتالي دفعهم إلى بيعه، فيؤدي ذلك بالفعل إلى انخفاض السعر. لكن الخدعة لم تنطلِ على المعنيين، وواصل الدولار ارتفاعه، ليزيد، في أقل من 24 ساعة، ثلاث ليرات على السعر المسجّل لحظة نشر تلك الإشاعات.

وكان سعر الدولار قد عاد للتحليق متجاوزاً حاجز الـ 160 ليرة منذ مطلع الأسبوع الماضي، بعد استقرار دام عدة أسابيع عند وسطي 152 – 158 ليرة.

وتختلف التقديرات عن أسباب هذا الارتفاع، وقد يكون للأثر النفسي لمعركة الساحل التي ابتدأها الثوار منذ أيام، دوره في إعادة تذكير سوق العملات بدمشق، الهادئ منذ أسابيع، بأن سوريا في حالة صراع مسلح.

وكان دولار السوق السوداء قد هوى نهاية الصيف الماضي ليقترب من حاجز 120 ليرة، بعد أن كان قد وصل إلى أكثر من 330 ليرة مطلع تموز الفائت. ليرجع ويستقر بين 142 -158 ليرة لأشهر عديدة متتالية.

ترك تعليق

التعليق