الجدل حول تهريب المازوت في ريف إدلب المحرّر...في تقرير لصحيفة عربية

نشرت صحيفة "البيان" الإماراتية اليوم تقريراً تناول أصداء القرار الأخير الذي اتخذته المحكمة الشرعية في بلدة حارم بريف إدلب، والذي تضمن منع تهريب المواد الغذائية عبر الشريط الحدودي إلى تركيا كونها تسبب الضرر على السكان في الداخل السوري من خلال رفع الأسعار وازدياد طلبه في الأسواق.

وحسب الصحيفة، فإن قرار منع التهريب المذكور لم يشمل مادة السولار (المازوت) مما أثار حفيظة الأهالي في ريف إدلب وخاصة في بلدات الدانا وسرمدا وسراقب، ذلك أن هذه المادة الرئيسية التي تُهرّب بالتنسيق مع الكتائب المعارضة المسلحة إلى تركيا، تؤثر بشكل كبير على ضبط الأسعار في الداخل السوري.

  • ذرائع المهربين

يشير الناشط الإعلامي، إياد كورين، أن القيّمين على هذه المعابر تذرعوا بأن الحكومة السورية كانت عاجزة عن هذا الأمر عندما كانت تسيطر على المعابر، ومن المستحيل تنفيذ هذا الأمر، لأنه سيترتب مع دول الجوار تداعيات سلبية قد تؤدي إلى توقيف تهريب جميع المواد إلى سوريا.

لكن الأهالي يقولون: إن الحكومة السورية عندما كانت تسيطر على المعابر كانت عملية التهريب تقتصر على أبناء المنطقة الحدودية، ولم يؤثر ذلك على أسعار المازوت في الداخل السوري.

وفي وقت سابق، نجحت فصائل المعارضة بوقف عملية تهريب المحروقـات، ولكـن الأمـر انعـكس سلباً على الكتائب العسكرية، باعتـبار أن تلك الكتائب التي تـفرض نفـوذها على المعابر تعتاش من الضرائب المفروضة على المهربين بحجة أن العائد المادي من هذا الأمر يعود لأسر القتلى والمعتقلين ولتسليح الجيش الحر بعدما تخلت جميع الدول عن دعم الجيش الحر بالأسلحة المطلوبة، وفقاً لروايات النشطاء.

  • عائد مربح

ويتهم أبو يمان، وكان يعمل في تهريب المحروقات، بأن الكتائب التي تسيطر على المعابر في باب الهوى ومعبر حارم غير الرسمي، هي المستفيد الأكبر من تهريب المازوت، ولا يمكن إيقاف تهريبه. مؤكداً: «يوجد على الحاجز الذي يمر منه المازوت أكثر من 10 عناصر مع الأسلحة الخفيفة والرشاشات وسيارات الدفع الرباعي لتشكل نوعاً من الخوف لدى المهربين كي يدفعوا فاتورة المرور دون أي اعتراض».

ويشكل تهريب المازوت عائداً مادياً مربحاً للكتائب العسكرية وخاصة كتائب «شهداء سوريا» التي يقودها جمال معروف، حتى إنهم في الداخل السوري يطلقون على هذه الفصائل تسمية «كتائب المازوت» .

وتصل مادة المازوت إلى ريف إدلب عبر الصهاريج القادمة من مدينة حماه ودير الزور، ويتم توزيعها على المهربين والباعة الجوالين في سوق بلدة معارة النعسان، حيث إن هذه البلدة تشكل مصدر المحروقات للريف المحرر بغرض تهريبها إلى الداخل التركي بأسعار باهظة.

بيد أن سامر الذي كان يعيش من وراء تهريب المواد الغذائية والبقوليات بين تركيا وسوريا، يوضح أن حركة تهريب المواد الغذائية تكاد تكون معدومة أصلاً بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في ريف إدلب، كما أن العائد المادي من تهريب هذه المواد لا يكاد يسد تكاليف عملية التهريب بالمقارنة مع تهريب المازوت.

وقرار منع هذه المواد بحسب سامر يأتي بسبب ما كان يجنيه المواطن السوري أو المزارع من إيفاء حاجياته الأساسية، في الوقت الذي لم تكن تستفيد فيه الكتائب العسكرية من هذه العملية، كون حصة الأسد تكمن في مادة المازوت.

  • نشاط التهريب

تنشط عملية التهريب عندما يتم إغلاق معبر من المعابر الحدودية بسبب مشكلة ما على الحدود، حيث سرعان ما تتصاعد أسعار المواد الغذائية ويلتفت المواطن السوري في الريف المحرر إلى تخزين المواد خوفاً من ارتفاعها ريثما يتم فتح المعبر. ويقول الأهالي أن المعابر الحدودية كانت تشكل الرئة الرئيسية للسكان إلا أن الكتائب العسكرية التي تفرض نفوذها على المعابر تحاول أن تحتكر البوابة لصالح أجنداتها الخاصة.

ترك تعليق

التعليق