معاندين الحصار.. افتتاح مطعم شاورما في مخيم اليرموك

توقف توزيع المساعدات الإنسانية على أهالي مخيم اليرموك، والحصار مستمر منذ ما يزيد عن 280 يوما، والحصيلة النهائية لشهداء الجوع وصلت إلى 145، ووسط هذا المشهد أعلن مطعم "أبو هيثم للشاورما" أمس عن عودة افتتاحه، والمكان هو مخيم اليرموك بجانب جامع فلسطين.

في الألفية الثالثة حيث الجوع يقتل عشرات المدنيين، يفرح المحاصرون بحدثٍ اعتيادي وهو عودة افتتاح أحد المطاعم بعد غيابٍ دام أكثر من عامٍ ونصف، والذي يعتبر في أحد وجوهه تحدياً للحصار هكذا يرى أحد الناشطين من المخيم والذي فضل عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى جملةٍ من النشاطات التي عبر خلالها أبناء المخيم عن استمرارهم في الحياة رغم الموت، كالغناء والمسرح، واليوم نتحدى الجوع بعودة أحد مطاعم المخيم للحياة من جديد.

وفي ظل شح المواد والحصار لعل السؤال الأهم كيف سيؤمن مطعم "أبو هيثم" احتياجاته، وهنا يشير أحد الناشطين من المخيم إلى أن المواد اليوم باتت متوفرة في المناطق التي عقدت صلحاً مع النظام، مثل بيت سحم القريبة على المخيم، لكن بأسعارٍ مرتفعة، فكيلو الطحين 1500 ليرة، وأسطوانة الغاز 6500 ليرة، علاوةً عن أسعار اللحمة، لذلك فإن سعر السندويشة وصل إلى 450 ليرة، بعد أن كان سعرها قبل الحصار بـ 50 ليرة فقط.

حياة أبناء المخيم تحولت إلى "كرتونة مساعدات غذائية"، ينتظرها ما يقارب 20 ألف مدني محاصر، لكنها لم تصل، حيث انقطعت منذ أكثر من عشرة أيام، بعد أن دخلت أعداد قليلة من المساعدات لم تغطِّ كامل حاجة المخيم، فحتى بعد البدء بدخول هذه "الكراتين" استمر موت المدنيين جوعاً، وكانت الحصيلة النهائية هي 145 شهيدا بفعل الجوع.

وبفعل الأوضاع الإنسانية هذه في مخيم اليرموك، يعتقد كثيرون أنه من الصعب لمطعم "أبو هيثم" الاستمرار، لا سيما وأن ثمن السندويشة لديه هي 450 ليرة، لكن مع ذلك يعتبر أبناء المخيم أنها وسيلة للتعبير عن الرفض والصمود، كما يقول أبو محمد من المخيم، ويضيف سعر السندويشة مرتفع وأنا أحد الأشخاص لا يمكنني شراءها لأحدٍ من أبنائي، وأعتقد أن زبائن المطعم سيكونون فقط من حملة السلاح، لأن الأموال فقط لدى هؤلاء، ولكن لا ندري إن كان هؤلاء سيفعلون خيراً ويحاولون توزيع الشاورما على أبنائنا.

ولعل افتتاح هذا المطعم سيف ذو حدين على أبناء المخيم، فمن جهة هو تعبير عن عودة الحياة، لكن من جهةٍ أخرى يعجزون عن شراء منتجه لأبنائهم، بسبب غلاء الأسعار، وهنا تتناقض الآراء بين سعيدٍ بهذا الافتتاح، وبين من يعتبره وجعاً جديداً لأبناء المخيم كما يرى أبو محمد حيث يقول: "ماذا لو مررت يوماً من أمام المطعم أنا وابنتي التي لا تتجاوز من العمر أربع سنوات، وطلبت مني شراء سندويشة؟، أعتقد أنها حسرة جديدة ستضاف إلى كل المعاناة التي نعيشها، فأبناء المخيم عاطلون عن العمل".

 

ترك تعليق

التعليق