شائعة رفع أسعار المازوت بعد البنزين تجعل السوريين "ينفخون على اللبن"

دخل الاقتصاد السوري مرحلة الخطر بعد شلل عجلته الإنتاجية وتوقف موارد خزينته العامة، ما دفع حكومة بشارالأسد، إضافة للاستدانة من إيران والعراق وروسيا، للبحث عن موارد سريعة تسعف اقتصادها من الانهيار، بعد التدهور الذي طال الصناعة والزراعة وبدد أكبر احتياطي نقدي -18 مليار دولار- شهدته سوريا في تاريخها.

"سحب الدعم" عن المشتقات النفطية وترك السوريين يدفعون ضريبة التضخم النقدي الذي أكل قيمة ليرتهم وثمن تراجع قوات النظام أمام ضربات الثوار وسيطرتهم على مناطق إنتاج النفط. كانت الطريقة الأسهل في واقع توقف عجلة الإنتاج والترانزيت والنفط، التي كانت ترفد الخزينة بجل مواردها.

رفع سعر المازوت والغاز
بدأ السوريون يهيئون أنفسهم لزيادة شبه مؤكدة ستطال أسعار المازوت إلى 85 ليرة لليتر الواحد، بعد رفع سعر ليتر البنزين أخيراً بنسبة 40% (من 100 إلى 120ليرة لليتر).

عمار.ش الموظف الحكومي في دمشق قال: بدأت وسائل الإعلام المقربة من النظام، الترويج لرفع أسعار المازوت والغاز وإرفاقها بزيادة الرواتب والأجور، وحسب ما نقرأ ونسمع سيصل سعر لتر المازوت إلى 85 ليرة سورية، وهو الرقم ذاته الذي قاله النائب الاقتصادي قدري جميل، وقت روّج لرفع أسعار المشتقات النفطية والعبء الذي يشكله دعمها على الحكومة.

وأضاف عمار لـ"زمان الوصل": لا أعرف ما هي الفائدة من رفع الأسعار وزيادة الأجور، وأي نسبة تضخم إضافية ستلحق بالليرة السورية، لأن رفع سعر المازوت "المادة التحريضية" ستؤدي لرفع جميع الأسعار، لأن كل شيء مرتبط بالمازوت، من الخبز وصولا لوسائط النقل.

وعن توفر مشتاق النفط في المناطق التي يسيطر عليها النظام كمدينة دمشق التي يقطنها عمار أضاف: الآن خفت وتيرة الازدحام على محطات الوقود نتيجة قلة الطلب بعد فصل الشتاء، ولكن لا يمكننا القول إن مصادر الطاقة متوفرة، فالتقنين الذي نعانيه من الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة، يمكن سحبه على الغاز والمازوت، الذي وجد بعض تجار الأزمات في قلة عرضهم فرصة لمضاعفة أموالهم، والبيع بأسعار مرتفعة، تصل لضعف السعرالرسمي يتم علناً وعلى مرأى الجهات الرقابية في دمشق وريفها.

مازوت المناطق المحررة
الدكتور ابراهيم شحود سخر من سؤالنا بقوله، وهل يمد النظام مناطقنا بالمحروقات أو أي لوازم المعيشة كي نعرف تأثير رفع سعر المازوت الرسمي على حياتنا.

وأضاف شحود الذي يعمل في مجال الإغاثة في إدلب لـ"زمان الوصل"، تتراوح أسعار المازوت في مناطقنا المحررة بين 140 ليرة سورية لليتر النظامي الذي يأتي أحيانا من قبيل المقايضة مع المناطق التي يسيطر عليها النظام، ومن 60 حتى 90 ليرة للتر الذي يكرر بشكل محلي على أيدي البعض الذين امتهنوا "تجارة النفط" وتكريره بشكل بدائي. 

وأشار الدكتور شحود إلى المعاناة البالغة التي تتعرض لها المناطق المحررة نتيجة محدودية حوامل الطاقة، وخاصة الكهرباء على العمل الطبي والإغاثي في المراكز والمشافي الميدانية، التي تصل في حالات القصف وكثرة المصابين إلى موت الجرحى أمام عيون الكوادر الطبية.

سياسة التجويع
رأى المدرس اللاجئ على الحدود التركية السورية أحمد حاج علي أن هدف رفع أسعار مشتاق النفط هو التمادي في سياسة التجويع ومحاولات إذلال السوريين المقيمين في الداخل، لأن ما ستحققه تلك الزيادات ينفقه جيش النظام ثمن ذخيرة وبراميل متفجرة يرميها على شعبه بيوم واحد.

وأضاف حاج علي لـ"زمان الوصل" النظام يضمن دعماً مالياً من إيران وهي تمده بالنفط أيضاً، وربما ما سيأتي من سيولة جراء رفع أسعار البنزين والمازوت سيستخدمها النظام في حملته الانتخابية كزيادة لرواتب وأجور مؤيديه وجيشه أو رشى لشبيحته الذين يقتلون السوريين.

ونوه حاج علي إلى أثر ارتفاع المازوت على أسعار المنتجات الزراعة، لأن معظم الأراضي السورية باتت تروى عبر الآبار وتستخدم المازوت، نتيجة انقطاع الكهرباء، لري المحاصيل.

يذكر أن سوريا التي كانت تنتج نحو 380 ألف برميل نفط قبل الثورة لم يزد إنتاجها اليوم -بحسب وزير النفط سليمان عباس- عن 12 ألف برميل أي أقل من 3% مما كانت عليه وأن أسعار المازوت تضاعفت ثلاثة أضعاف عام 2008 ليبلغ سعر اللتر 25 ليرة وقت سعت حكومة ناجي العطري لسحب الدعم عن المحروقات وتعويض المستحقيقن، ليأتي قرار بتخفيض سعره مع بداية الثورة عام 2011 إلى 15 ليرة للتر قبل أن يعاد رفعه إلى 20 ليرة ومن ثم 23 ليرة ليرتفع سعر اللتر في نهاية 2012 إلى 25 ليرة ثم إلى 60 ليرة مطلع 2013.

ترك تعليق

التعليق