تأمين مصدر دخل ثابت للـ"الشبيحة"...ثاني شركة أمنية مُرخّصة في سوريا

في الوقت الذي يعمّ فيه الخراب في سوريا، وتهرب الاستثمارات ورؤوس الأموال، وتضيق الأحوال على الناس، تنتعش أحوال "الشبيحة" وتزداد مصادر دخلهم، وتتم خصخصة "الأمن" في بلدٍ فقدَ كل مقومات الأمن والاستقرار.

فها هي عاصمة السوريين تشهد ترخيص ثاني الشركات الأمنية الخاصة، "قاسيون"، التي ستتخذ، كسابقتها، "الحصن"، من جرمانا، بريف دمشق، مقراً لها، وستعمل في مجال خدمات الحماية والحراسة للمنشآت الصناعية، ونقل الأموال والمجوهرات والمعادن الثمينة، وحماية وحراسة الأنابيب النفطية وتجهيزاتها.

الخبر الذي نقله موقع "سيرياستيبس" الموالي للنظام، تحدث عن أن الشركة ستدخل حيز العمل الفعلي مطلع العام القادم، وسيُتاح لها استخذام أسلحة محددة، منها: المسدس، والبارودة الروسية، على أن تُحدد وفق الحاجة بقرار لاحق، وكذلك بالنسبة لأجهزة الاتصال اللاسلكية، تُحدد وفق الحاجة، وبقرار لاحق.

أما المعدّات والآليات المرخص باستخدامها لشركة "قاسيون" فهي سيارات مدنية نوع بيك آب – فان – جيب دفع رباعي – مصابيح إنارة – عصا (مطاطية وكهربائية)- كاميرات مراقبة – وأجهزة كشف متفجرات.

وهكذا يبدو أن نظام الأسد يعدّ العُدّة لتأمين مصدر دخل ثابت لشرائح أنصاره المقرّبين، خاصة "الشبيحة"، عبر تنظيمهم في شركات أمنية خاصة، وفي نفس الوقت، يتخلص من التكاليف المتوجبة عليه جراء استخدامهم، عبر تكليفهم بمهام حماية شركات ومشاريع خاصة، مما يعني إلزام أصحاب المنشآت الصناعية والخدمية في سوريا بدفع تكاليف حمايتهم، بدلاً من أن يحظوا بالأمن "المجاني" من جانب الدولة وأجهزتها الأمنية، التي يُفترض فيها أن تتولى حماية السوريين ومصالحهم.

ما سبق يعني أن نظام الأسد يسير بخطوات سريعة نحو خصخصة الأمن، وتفريغ أجهزة الأمن الرسمية لمهام حماية كرسي الحكم وتأمينه، فبشار الأسد يعلم أنه حتى لو انتصر على إرادة السوريين حالياً، فإنه لن يستطيع استعادة زمام السيطرة المطلقة، السابقة، عليهم، دون إبقاء عصا الأمن الغليظة مُسلطة على رقابهم.

ترك تعليق

التعليق